قال متمردون في جنوب السودان انهم سيطروا على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط أمس الثلاثاء في أول اندلاع للقتال هناك وصفته الحكومة انه خرق صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في ينايركانون الثاني.
ويذكر أن هذا هو أول هجوم للمتمردين على مدينة رئيسية منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 23 ينايركانون الثاني لكن الحكومة نفت تقارير عن سيطرة المتمردين على ملكال التي تقع على أطراف مناطق إنتاج النفط الرئيسية في شمال شرق البلاد.
ومن المتوقع أن الاشتباكات ستؤجج المخاوف بشأن أمن حقول النفط الشمالية في جنوب السودان التي تمثل شريان الحياة لاقتصاد أحدث دولة في العالم. وتزيد الاشتباكات أيضا الضغط على المعسكرين المتناحرين لإحياء محادثات السلام المتوقفة في إثيوبيا المجاورة.
وبهذا الشأن قال جاثوث جاتكوث احد قادة قوات المتمردين في أعالي النيل وهو حليف مقرب من نائب الرئيس السابق ريك مشار لرويترز عبر الهاتف إن قواته هاجمت ملكال صباح يوم الثلاثاء واستعادت السيطرة على المدينة سريعا.
في المقابل تبادلت حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردون الموالون لمشار الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار. وأعرب جنوب السودان أمس الثلاثاء عن إحباطه إزاء عدم احراز تقدم لنشر مراقبين في المناطق المضطربة وقال إن القتال مستمر في ملكال.
وقال وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لرويترز “هذا انتهاك صارخ لاتفاق وقف الاقتتال الذي وقعه الجانبان "دعونا المبعوثين الى الإسراع في إقامة آلية للمراقبة لكن لم يحدث شيء حتى الآن.”
والجدير بالذكر أن ملكال تبعد حوالي 140 كيلومترا عن مجمع بالوج النفطي الذي يضم منشأة رئيسية لتكرير النفط الخام.
ويقول جنوب السودان انه أجبر على خفض إنتاج النفط بمقدار 20 بالمئة إلى 200 ألف برميل يوميا تضخ كلها من أعالي النيل. وقد تزيد سيطرة المتمردين على ملكال من مخاوف بشأن القدرة على الحفاظ على معدلات الانتاج.
وقتل آلاف الأشخاص ونزح ما يربو على 800 ألف عن ديارهم منذ اندلع القتال بسبب صراع على السلطة بين الرئيس كير ومشار نائبه السابق الذي عزله من منصبه في يوليو تموز.
