قال وزير خارجية أذربيجان، إلمار محمدياروف، أن الولايات المتحدة اقترحت على كل من أذربيجان وأرمينيا البدء في أقرب وقت بالعمل على اتفاق للسلام لإنهاء الخلافات بين البلدين، وحل قضية قره باغ.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، عقده محمدياروف، في العاصمة الأذرية، باكو، مع نظيرته المولدوفية، نتاليا جيرمان، التي تزور أذربيجان للمشاركة في الاجتماع الوزاري لدول الشراكة الشرقية في الاتحاد الأوروبي، عقب لقاء جمع الجانبين، والوفود المرافقة.
وأوضح “محمدياروف” أن اللقاء الذي أتى بمبادرة من الولايات المتحدة، وجمع وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع الرئيس الأذري، إلهام علييف، ونظيره الأرميني، سيرج سركيسيان، في قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة، التي عقدت في مقاطعة ويلز البريطانية، كان مثمرا.
وأضاف محمدياروف بحسب «الأناضول» “من المحتمل أن يزور الرئيس الأميركي المشارك لمجموعة مينسك المنطقة الشهر المقبل، وسألتقي بدوري مع وزير الخارجية الأرميني نهاية الشهر الجاري في نيويورك”، مشيرا أن أي اتفاق محتمل ينبغي أن يصاغ على أساس “مبادئ مدريد”، وأن يفي بشرط أذربيجان بانسحاب الجيش الأرميني من الأراضي الأذربيجانية التي يحتلها.
وتعتبر “مجموعة مينسك (عاصمة بلاروسيا)”، التي شكلتها منظمة الأمن والتعاون الأوروبي عام 1992، من أهم المحاولات لتسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا، وتتناوب على رئاستها كل من روسيا، والولايات المتحدة، وفرنسا.
وقد اقترحت المجموعة عام 1997 مشروعا للتسوية سُمي بـ “مبادئ مدريد”، ينص على أن إقليم “قره باغ” جزء من أذربيجان، ويشارك سكانه في الانتخابات الأذرية، مع إعطاء الإقليم وضعا دستوريا في إطار حكم ذاتي، بما في ذلك حق الإقليم في إقامة علاقات خارجية ذات طبيعة غير سياسية، ولا يدخله الجيش الأذري إلا بموافقة سلطته المحلية.
وتعود جذور أزمة “قره باغ” بين أذربيجان وأرمينيا إلى عام 1992 إبان سقوط الاتحاد السوفياتي، عندما سيطر الانفصاليون المدعومون من أرمينيا على الإقليم، وتمكنوا من اقتطاعه من أذربيجان، في حرب دامية راح ضحيتها حوالي 30 ألف شخص، ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، فإن المناوشات والتهديدات باندلاع الحرب ما زالت مستمرة، في ظل عدم توقيع أي من الطرفين على معاهدة سلام دائم.
وبينما تهدد أذربيجان باستخدام القوة لاستعادة الإقليم في حال فشل المفاوضات، تؤكد أرمينيا استعدادها للرد بعنف في حال لجوء جارتها إليه.
