أكدت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "المسيحيين العرب ليسوا رقماً زائداً كي يتم مسحه أو الاستغناء عنه"، مشددة على أنهم "جزء أصيل من جغرافية العرب وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، وهم ليسوا أبداً دخلاء على المنطقة العربية، فهم أبناء هذه المنطقة، هم من ترابها، منغرسون فيها، ومتجذرون".
ولفتت الى أنه "لا يحق لأحد أياً كان أن يزيحهم أو يزيلهم أو يختزلهم، أو يشردهم ويطردهم، إنهم ملح الأرض التي تقاسمناها وعشنا سوياً عليها"، مضيفة "معاً بنينا حضارتنا وكنا رواداً لها في مشرق الأرض ومغربها، ومعاً شيّدنا تاريخاً لا تزال صفحاته البيضاء ناصعة مشرقة في التآخي والود، في السرّاء والضرّاء، في مواجهة كل الطامعين أو الطامحين".
واشارت الى أننا "نحن معاً، أبناء هذه الأرض المقدسة التي جاء منها الأنبياء وخرجت منها الرسالات، وعلى أرضها سار الرسل والقديسون"، مشددة على أنه "كنا وما زلنا شركاء حتى في الماء والهواء والدم"، متسائلة "من له الحق في أن يمزق هذا الجسد الواحد أو يعبث بمكوناته؟".
وشددت على أن "من يخيّر مسيحيي العراق وسوريا وغيرهم بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل أو القتل، ومن يقوم بتدمير الكنائس وبيوت الله والمراقد والمقامات الدينية، هو مجرم وقاتل ومرتزق بكل المقاييس، ولا علاقة له بهذه الأمة ودينها وحضارتها وتاريخها"، لافتة الى أن "الحملات الإجرامية التي تقوم بها "داعش" الآن ضد المسيحيين في العراق وسوريا بهدف اقتلاعهم، هي في الواقع جزء من مؤامرة كبرى لتمزيق الأمة وتفكيك عراها، وتستكمل مخطط "الفوضى الخلاقة" التي تضرب المنطقة العربية، وتصب في مصلحة الكيان الصهيوني في نهاية المطاف".