إعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن "يقول رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الهجوم الواسع الذي يشنه مسلحو "داعش" خلق "واقعاً جديداً وعراقاً جديداً، فذلك ليس كلاماً عادياً، بل يحمل في مضمونه توجهاً لإعلان استقلال الإقليم الكردي، على وقع تداعيات ما يحصل في غرب البلاد من توسع لتنظيم "داعش".
ولفتت الى أن "مسألة الاستقلال ليست جديدة في ذهن وتفكير وممارسات القيادات الكردية، هي حلم قديم تم السعي لتحقيقه في فترات سابقة، ومن أجله أقامت هذه القيادات شبكة من العلاقات المتناقضة شملت إيران الشاه والاتحاد السوفييتي وإسرائيل، وتمت مراهنات خاسرة على هذه الدول لعلها توفر لها الدعم الذي تحتاجه لتحقيق الاستقلال"، موضحة أن "العوامل الإقليمية كانت تقف حائلاً دون تحقيق هذا الحلم، خصوصاً في الدول التي يتواجد الأكراد فيها، إذ إن هذه الدول كانت ترى في النزعات الاستقلالية الكردية التي كانت تعبر عنها حركات التمرد المسلحة خطراً يهدد وحدتها الإقليمية، لأن الدولة الكردية إذا ما قامت فستشمل الأكراد في الدول الأربع".
واشارت الى أن "الأكراد يرضخون للأمر الواقع أحياناً من دون أن يتخلوا عن حلم الاستقلال وإقامة دولتهم، بل ظلوا يتحينون فرصة تغير المعطيات الإقليمية والدولية للوصول إلى هذا الهدف"، لافتة الى انه "بعد غزو العراق واحتلاله، تمكن الأكراد من إقامة كيان شبه مستقل في إطار الدولة الاتحادية، وكان واضحاً من خلال ممارسات قيادات إقليم كردستان السياسية والاقتصادية بمعزل عن المركز، النوايا الاستقلالية الكاملة، إلى أن جاء التطور الأمني الأخير بتمدد "داعش" في المحافظات الغربية، فكانت فرصة لترك البيشمركة الكردية لاحتلال مدينة كركوك النفطية التي ظلت باستمرار موضع خلاف بين بغداد وأربيل حول مآلها الجغرافي".
ورأت أن "تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق باتت مؤاتية الآن أكثر من أي وقت مضى لإعلان استقلال الإقليم الكردي الذي يرى أنه استكمل مقوماته بعد وضع اليد على كركوك، ومع وجود المحافظات الغربية بيد "داعش".