لفتت صحيفة "الخليج الاماراتية الى أن "يأتي إلى المنطقة وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في وقت متزامن، وعلى وقع التطورات المتسارعة في العراق، وتمدد الجماعات الإرهابية في مناطق واسعة في غرب العراق وفتح الحدود في مناطق سيطرتها مع سوريا، واحتلال معابر حدودية مع الأردن، فذلك يعني أن الدول الكبرى باتت تدرك مدى الخطر الذي تواجهه المنطقة، ما استدعى سرعة التحرك الدبلوماسي ومباشرة الاتصالات مع الدول المعنية".
وأشارت الى أن "تصريحات المسؤولين الغربيين وما يصدر عن وسائل الإعلام الغربية من معلومات حول مدى خطر التنظيمات الإرهابية على دول المنطقة والعالم، تؤشر إلى أن التمدد السريع لهذه التنظيمات، خصوصاً "داعش"، وبمختلف الاتجاهات، لم يعد قضية قابلة للجدل، وخطرها بات أمراً واقعاً وملموساً يتبدى كل يوم داخل العراق وعلى حدوده مع سوريا وصولاً إلى الأردن".
واعتبرت أن "هناك قلق عميق وجدي، ولم يعد بمقدور أي بلد أن يؤمن سلامه منفرداً في مواجهة إرهاب عابر للحدود ولديه قدرات لوجستية وبشرية محسوسة، هذا على الصعيد العالمي، فكيف على الصعيد الإقليمي عندما تكون كل بلدان المنطقة في مرمى الإرهاب، بل إن بعضها صار واقعاً وتحول إلى قاعدة وحاضنة له".
وأوضحت أن "الخطر الإرهابي لم يعد مقتصراً على دول عربية محدودة، إننا نراه بأم العين وقد تحول إلى حالة سرطانية تتمدد في كل الاتجاهات، لذا ليس بمقدور دولة بمفردها مواجهته، فالأمن العربي كله في خطر، وهو أمن جماعي يستدعي المبادرة إلى اتخاذ موقف موحد لمواجهة الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه وقطع شرايين وأقنية دعمه المعروفة، بعيداً عن الحسابات الضيقة والسياسات الغبية والعبثية التي لن تجلب إلا الكوارث التي نرى بعض نماذجها من قتل وذبح وتدمير وترهيب وتكفير".
وسألت "كيف سيكون الحال إذا ما اشتد عود هذا الإرهاب واتسع مداه؟"، معتبرة أن "كيري ولافروف جاءا إلى المنطقة لأن لهيب الإرهاب بدأ يلفح وجهيهما".
ورأت أنه "لعل من الحلول العاجلة التي يمكن أن تحاصر الإرهاب من خلال تعزيز الوحدة الوطنية ونزع عوامل الاستخدام الطائفي والمذهبي تكئة للإرهاب، هو المسارعة إلى تشكيل حكومة عراقية جديدة خارج المحاصصة الطائفية، وأن يصغي رئيس الوزراء نوري المالكي للأصوات الحريصة على العراق بأن يغلب المصلحة الوطنية على أية مصالح فئوية وشخصية، ويفسح المجال لشخصية أخرى قادرة على رأب الصدع وتوحيد الصف العراقي".
