حذرت صحيفة "الشرق" القطرية من سقوط العراق في أتون حرب أهلية طائفية لا تبقي ولا تذر، ونبهت إلى أن ما يشهده العراق اليوم من "خطاب تعبوي ذي بعد طائفي مقيت" يعيد إلى الأذهان الاقتتال الطائفي الذي شهدته البلاد خلال السنوات الماضية وأسفر عن سقوط مئات الآلاف من القتلى وتهجير ملايين العراقيين.
ورأت الصحيفة في تعليقها اليوم أن "المظاهر المسلحة في العراق لم تكن سوى نتيجة حتمية لتراكم المظالم المستمرة منذ الغزو الأميركي ضد مكون رئيس في البلاد، وهي المظالم التي عمقتها سياسات الإقصاء والتهميش".
وقالت الصحيفة: "إن هذه السياسات عمقت الطائفية في البلاد من فشل الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال الأميركي في تلبية طموحاته، حيث كان الفشل في تحقيق أي نوع من الاستقرار الأمني أو المعيشي هو السمة الأبرز لحكومات ما بعد الاحتلال".
واعتبرت "الشرق" أن الاستمرار في اللجوء إلى نهج الحلول الأمنية "لن يفعل شيئا سوى إعادة إنتاج الأزمة، ذلك أن الطريق إلى خروج العراق من أزماته السابقة والحالية كان وسيظل عبر تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحدا ، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على تنفيذ سياسات تعبر عن كل مكونات البلاد".
وقالت: "إن قادة العراق اليوم أمام تحد كبير لمنع انزلاق البلاد إلى احتمالات السقوط في مستنقع حرب طائفية الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي".