أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى ان "الاضطهاد الذي عاناه اليهود وتجلى بأبشع صوره في المحرقة التي أقامتها النازية في معسكراتها في أوروبا يتذكرها العالم في كل لحظة، فهي تعلن نفسها في الكتب التي لا تتوقف عن الصدور، وفي المقالات التي لا ينشف حبرها، وفي الأفلام التي تظهر قسوتها وبربريتها، وفي المتاحف المخصصة للكشف عن لاإنسانيتها، ولا أخلاقيتها، ولكن الأفظع في كل ذلك، أنها أصبحت وسيلة للارتزاق والابتزاز"، لافتةً إلى انها "كما يقول الكاتب اليهودي الأميركي فنكلشتاين أصبحت تجارة يمارسها اللوبي اليهودي في الغرب، وهي أضحت وسيلة لابتزاز كل من ينتقد السياسات "الإسرائيلية" الوحشية ضد الفلسطينيين، فمن يفعل ذلك يصبح بطريقة أو أخرى مسانداً للمحرقة أو منكراً لها، وفي الوجه الآخر، فإن النكبة أصبحت حين تذكر مرة في العام تثير الغضب المهدد بالويل والثبور لكل من يفعل ذلك".
وفي إفتتاحية الصحيفة، أضافت ان "النكبة ما زالت مستمرة بأشكال أخرى، بدأت بالمجازر في القرى والبلدات الفلسطينية التي لا يتذكرها غير أصحابها والقليل من الناس، وفي التشريد القسري لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يزال قسمهم الأعظم يقيم في المخيمات التي وجدوا فيها ملجأ منذ ما يقارب السبعة عقود"، لافتةً إلى ان "المحرقة فعل مضى يتذكره الناس للاتعاظ من السياسات المدمرة والمنتهكة لأبسط الحقوق الإنسانية، والنكبة فعل جار يحتاج الناس لأن يتذكروه للاتعاظ من نتائج الظلم الذي يصيب البشر من بشر آخرين هم إلى الذئاب أقرب، ولكن الأهم من أجل وضع حد لهذا الفعل الظالم، ولهذا السبب الأخير، يجن جنون مجرمي الحرب حينما يتذكر الفلسطينيون نكبتهم، لأنهم بذلك يذكّرون العالم بمسؤوليتهم عن وقف الجرائم الجارية، وعن رد الحقوق إلى أصحابها".
كما أشارت الصحيفة إلى ان "قيادات الحركة الصهيونية ما كان يهمها لو أن التذكر كان لفعل مضى وانتهت مفاعيله، ولكن يملأها الغضب والخوف من تذكر ظلم قائم ومتواصل يجري على أيديهم، ففي الحالة الأولى يصبح الأمر تاريخاً يمكن الالتفاف عليه، وفي الحالة الثانية يصبح الأمر قضية ينبغي وقفها ومعالجتها، فهي تتطلب أن يعمل المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الكيان الإسرائيلي لقوانينه وإجراءاته، وهي تتطلب إرجاع الأمور إلى نصابها وذلك بالعمل على إنهاء حالة اللجوء وتمكين اللاجئين من العودة إلى قراهم وبلداتهم، وهي تفرض بالتبعية تعويضهم عن الأضرار التي تعرضت لها قراهم ومدنهم والحياة البائسة التي فرضت عليهم"، قائلةً: "لا يستقيم في منطق الأخلاق أو القانون الإنساني أن يعوض اليهودي الذي سلب بيته أو ممتلكاته، ولا يعوض من هو جار سرقة أرضه وموارده، وليس إنصافاً التعويض عن بؤس مضى وليس عن بؤس متواصل، هذا هو ما يقلق الكيان".
