أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى انه "ليس من اليسير التكهن بمستقبل أوكرانيا، ولن يكون الاستفتاء الذي أجري أول من أمس على الحكم الذاتي في شرقها نهاية أزمتها، بل انه سيكون الشرارة التي قد تشعل حرباً أهلية، تُعلم بدايتها وأسبابها، وتُجهل نهاياتها ومآلاتها"، لافتةً إلى ان "المراقبين يرون ان الاستفتاء بداية اشتعال الفتيل لأن الذين نفذوه هم مجموعة من الزعماء الانفصاليين الموالين لروسيا، وبغض النظر عن النتيجة المعلومة من معرفة هوية منظمي الاستفتاء، فإنه لن يحظى باعتراف دولي، ولن تلتفت إليه كييف، لكنه قد يزيد في أسباب التأزم بين الغرب وروسيا، تلك التي تتصاعد وتيرتها يوما بعد آخر، لتعيد إلى الأذهان ذكريات "الحرب الباردة"، بين المعسكرين الشرقي والغربي".
وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "الاهتمام الدولي الواسع بالأزمة الأوكرانية ليس مسببا عن الأزمة في ذاتها، وإنما هو نتيجة لتداعياتها المحتملة على العلاقات الدولية، وما قد ينتج عنها من تدخلات عسكرية من أحد المعسكرين، مما ينذر بمواجهة لم تكن في حسابات التاريخ"، لافتةً إلى ان "بوادر الحرب الأهلية قائمة، ذلك أن الأزمة منذ بدايتها اتخذت طابعا عسكريا لا مدنيا، وما زالت الاشتباكات تهدأ ثم تتجدد، بين حين وآخر"، معتبرةً ان "الاستفتاء على الحكم الذاتي في شرق أوكرانيا، وفي هذ التوقيت، هو المحرض على المواجهات العسكرية، بوصفه استفزازا للغرب وأوكرانيا".
كما أشارت الصحيفة إلى ان "الانفصاليين الموالين لروسيا لن يتوقفوا عند حدود الاتكاء السياسي على نتائج الاستفتاء، وإنما سيذهبون إلى اتخاذ إجراءات عملية على الأرض تؤكد الانفصال، وتحقق لهم كينونة وهوية ما أسموه: "جمهورية دونيتسك الشعبية"، فمن المتوقع تشكيل المؤسسات الرسمية ووضع حدود والأخطر من هذا ما قاله بعض القادة الانفصاليين من أنهم سيعدون الجنود الأوكرانيين "محتلين"، بمجرد إعلان تأييد الاستفتاء للحصول على حكم ذاتي، مما ينذر بالحرب فعلا"، قائلةً: "ان روسيا ستحاول دبلوماسيا عدم الظهور على مسرح الأحداث، لئلا تتعرض لعقوبات إقتصادية غربية إضافية، وقد تجري مع القادة الغربيين محادثات معلنة هدفها التهدئة، لكنها تتعامل سياسيا مع الأزمة بعقل الدولة العظمى، وتؤيد استقلال الشرق الأوكراني، ليكون منها، أو مواليا لها، بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم في أعقاب استفتاء مماثل جرى في آذار الماضي".