أشارت صحيفة "الخليج" الامارتية الى انه "عندما يكشف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز عن أن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو أحبط في العام 2011 اتفاق تسوية تم التوصل إليه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مفاوضات سرية جرت بينهما في عمان، فذلك دليل آخر على عدم جدية حكومة الكيان في التوصل إلى اتفاق، واستخدام المفاوضات التي جرت على مدى تسعة أشهر وسيلة للمماطلة والتهرب من استحقاق التسوية"، معتبرةً ان "كلام بيريز مجرد تأكيد لنوايا حكومة نتنياهو لأنه كلام يصدر عن "أهل البيت"، إلا أن مسيرة المفاوضات التي بدأت منذ اتفاق أوسلو قبل أكثر من عشرين عاماً، وكانت المفاوضات الأخيرة أحد فصولها، توضح أن الجانب "الإسرائيلي" ومعه حليفه الراعي الأميركي، كانا يدركان أن المفاوضات عبثية في الأساس، وأنها ستطول إلى أمد غير معروف ما دام الجانب الفلسطيني اختار المفاوضات سبيلاً وحيداً للوصول إلى تسوية، وأسقط الخيارات الأخرى التي في حال تفعيلها قد تشكل ضغطاً يفرض موازين قوى جديدة تجعل من المفاوضات وسيلة للتوصل إلى تسوية، وليس أداة ابتزاز تستخدمها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين للقبول بشروط الأمر الواقع، أو أن تظل مفاوضات مفتوحة إلى ما لا نهاية".
وأضافت: "لم يبق الكثير من الوقت أمام الجانب الفلسطيني كي يعيد تصويب البوصلة، ويصحح خلل المسيرة التفاوضية، بحيث يكون الصراع مع العدو الصهيوني واضحاً لمواجهة مخططاته الاستيطانية المتصاعدة، وذلك من خلال اغتنام الفرصة الحالية المتاحة لتحقيق المصالحة الوطنية والضغط بكل الوسائل المتاحة لجعلها أمراً واقعاً، باعتبارها رافعة النضال الفلسطيني، وأداة لخلق أرضية جديدة لتجميع الإمكانات والقدرات الشعبية واستثمارها في المواجهة".
ولفتت إلى ان "حالة الانقسام الفلسطينية، هي رهان "إسرائيلي" وأميركي لإبقاء السلطة الفلسطينية في حالة وهن وضعف، واستغلال هذه الحالة في مفاوضات لن يتحقق منها إلا ما يناسب الفريق "الإسرائيلي" لأن المفاوضات الجدية تحتاج إلى معادلة جديدة قوامها الوحدة الوطنية الفلسطينية".