أشارت صحيفة سعودية إلى ان "كثيرين يعولون على الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا للولايات المتحدة الأميركية لجهة ما يمكن أن تسفر عنه من تطور إيجابي في الموقف الأميركي إزاء الأزمة السورية، خاصة في ظل الواقع الإنساني المتفاقم الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم مع زيادة وتيرة العنف والاعتداءات التي يرتكبها النظام السوري في حق شعبه ومع زيادة أعداد النازحين والمهجرين الذين أجبروا على مغادرة بيوتهم وقراهم بعد أن وصلت أعدادهم إلى قرابة 10 مليون نازح ومهاجر نصفهم داخل سوريا والنصف الآخر خارجها".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان "إتفاق حمص قد يشكل بصيص أمل في رفع المعاناة عن هذه المدينة المنكوبة المحاصرة من قبل قوات النظام منذ أكثر من عامين، إلا أن هذا الاتفاق الذي ينص على خروج جميع المحاصرين البالغ عددهم 2250 شخصا من أحياء حمص القديمة مقابل الإفراج عما يقارب من سبعين أسيرا إيرانيا ولبنانيا لدى الجبهة الإسلامية، والذي سيبدأ تنفيذه اليوم الثلاثاء، هذا الاتفاق يقتصر فقط على أحياء حمص القديمة، وهو ما يعني عدم التوصل إلى إتفاق شامل يشمل مدينة حمص بكاملها، ويعني أيضا وقوع الجزء الأكبر من المدينة تحت سيطرة القوات السورية، بإستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي، وهي خطوة تصب في نهاية المطاف في صالح النظام السوري الذي يسعى منذ بدء حصار المدينة إلى الحفاظ على دمشق العاصمة وربطها بحمص المدمرة وصولا إلى الساحل عبر السيطرة التامة على منطقة القلمون، إلا أن هذا السيناريو قابل للفشل في حالة تغيير واشنطن لموقفها الرافض لتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة النوعية، وزيادة الدعم الذي تقدمه الدول المانحة ودول الجوار للمعارضة السورية وللاجئين السوريين، وهو ما تدلل عليه العديد من المؤشرات التي كان آخرها الاجتماع الوزاري الثالث للدول المضيفة للاجئين السوريين الذي عقد أمس الأول في مخيم الزعتري في الأردن الذي دعا إلى إتخاذ الخطوات العملية المطلوبة للتعامل مع تحديات الأزمة السورية في بلدانهم وضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الخاص بدعم اللاجئين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية لهم وللدول والمجتمعات التي تستضيفهم".