أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى ان "الرئيس الإيراني حسن روحاني، لن يخرج للشكوى من معضلات تواجهه على الصعيد المحلي في بلاده، هذه مشكلة كبرى لدولة غير مقبولة سياسياً في كثير من جنبات العالم، وتضرب نوعاً ما، نسبة التفاؤل الضئيلة "المحفوفة بالحذر" بقدومه لقيادة بلد، يعاني من حصار اقتصادي، وعقوبات دولية، وقبل ذلك يرتبط بتحركات "مريبة" ليس على مستوى المنطقة، بل في العالم أجمع"، مضيفةً: "إن استطاع الرجل قيادة بلاده لتجاوز معضلة "الريبة" هذا أمر لا بأس به، بل من الممكن أن يفسره البعض على أنه إنتصار سياسي ساحق، لرئيس جاء على تركة كبرى خلفها له من سبقه في حكم إيران، لكن يبدو ذلك لن يتحقق، على المدى المنظور القريب".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، رأت ان "الصعوبة في منظور المراقب للعجلة السياسية في إيران لا بد أن يتوقف عند جملة إشكالات، أبرزها تلك التي لم يجد روحاني بداً من ملامسة حدودها، "الفلول"، المحسوبون على نظام حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أو من وصفهم بـ"المتنفعين" من إستمرار فرض الحظر على إيران، وخشيتهم من التوصل لحل للبرنامج النووي الإيراني يفقدهم ما يجنونه من أرباح من العقوبات المفروضة، من دون إكتراث للمواطن الإيراني البسيط".

كما أشارت الصحيفة إلى ان "الأهم والأصعب من ذلك، عجز روحاني عن اختراق نظام "المرشد" السياسي، وهذا يظهر في الاختلافات الجوهرية في الرؤية السياسية للدولة، كثيراً من المحاولات للتقارب مع العالم الآخر هي التي أجهضها المرشد، هذا يعني أن من يرسم سياسات الدولة في إيران، هو المرشد، ولا يوجد في الصورة أي أثرٍ للرئيس، حتى وإن كان على شكل منفذ لتلك السياسات".

وأضافت ان "المعضلة التي لا تقل عن سابقاتها من حيث الأهمية، تبقى الحرس الثوري الإيراني، جهاز يغلب عليه الطابع الأمني أو العسكري، لكنه يضع نفسه في التفاصيل كبيرة أو صغيرة، بالتأكيد توغل الحرس الثوري في الداخل والخارج لا يمكن أن يكون دون غطاء سياسي ودعم مطلق من المرشد"، لافتةً إلى ان "إختراق تلك الجدران الثلاثة سيكلف روحاني الكثير، ولن يتمكن من ذلك، لكنه سيبقى ولفترة بسيطة، واجهة للنظام الإيراني، وبمجرد أن تصل طهران إلى اتفاق مع القوى العظمى "5 + 1"، سيخفت تدريجياً وهج وبريق تلك الواجهة".