أشارت صحيفة "العرب" القطرية إلى انه "يبدو أن المجتمع الدولي لم يشبع من قتل الرئيس السوري بشار الأسد للشعب السوري بالبراميل المتفجرة، التي تدمر المباني وتحرق المزارع، وتهجر السكان، فغض الطرف عن استخدام السلاح الكيميائي من جديد في ريف حماة وريف إدلب، إذ تؤكد المعلومات المتطابقة، محلية كانت أو دولية أن الأسد عاد من جديد لاستخدام السلاح الكيميائي في تلمنس وكفر زيتا، في ظل صمت دولي أو على الأكثر في ظل انتقاد خجول لإرهاب الأسد"، لافتة إلى اننا "نعلم، وقد قلنا منذ بداية الثورة في العام 2011 إن المجتمع الدولي هذا لن يحرك ساكناً لوقف المجازر في سوريا، وإنه لا مصلحة له بالتخلص من عميل كبشار الأسد نذر نفسه لخدمة الصهاينة والعالم كله على حساب الشعب والدم السوري".

وفي الموقف اليومي للصحيفة، رأت انه "في كل مرة كان يتم تعيين مبعوث أممي أو عربي جديد لمتابعة الثورة السورية، كنا ندرك ونقول: إن القصد هو إطالة أمد بقاء الأسد في منصبه قدر الإمكان أملاً في القضاء على الثورة المباركة، أو إفراغ المدن الكبرى من ساكنيها السنة بهدف تجنيس الإيرانيين وميليشيات حزب الله "حالش"، بحيث يتم صناعة دولة طائفية في سوريا تكون امتدادًا للإرهاب الصهيوني الإيراني في المنطقة العربية".

وأوضحت الصحيفة انه "بمجرد إعلان الأسد عن تسليم السلاح الكيميائي للعدو في الصفقة الروسية الأميركية الشهيرة، انسحب ما يسمى المجتمع الدولي من أي مسؤولية أخلاقية أو إنسانية تجاه الشعب السوري، بل لنقل أن النقد نفسه رُفع عن أفعال الأسد، وتراجع الزخم الإعلامي الخاص بالثورة السورية إلى أقل من ثلاثين بالمئة، وأصبح خبر استشهاد مئة مدني من الشعب السوري يومياً خبراً لا قيمة له في وسائل الإعلام العالمية، وتم تأليف مصطلحات جديدة حول الموضوع السوري أهمها "الحكومة والمعارضة" و "الإرهاب من الجهتين" و "الصراع المسلح".

وأضافت الصحيفة انه "لا يخفى على أي ناظر للأحداث في سوريا أن الصفقة المتفاهم والمتفق عليها سلفاً، تنص على تسليم السلاح الكيميائي لأميركا مقابل أن تغض الولايات المتحدة الطرف عن تقتيل الشعب السوري من جهة، والسماح لبشار الأسد بالترشح لانتخابات الرئاسة والفوز فيها طبعاً من جهة أخرى، ويبدو أن ما سمي بانتخابات الرئاسة ستجري في موعدها، ويبدو أن مرشح روسيا وإيران الأسد سينجح بتلك الانتخابات من خلال الأصوات الأميركية والأوروبية"، مشددة على ان "المسألة أصبحت واضحة أن المجتمع الدولي قد تخلى عن الشعب السوري لصالح الأسد، وأصبح واضحاً أن الشعب السوري أخذ على عاتقه مهمة إسقاط هذا الطاغية، وسيفعل بأي ثمن".