ع. د: الرئيس الاميركي باراك اوباما خيّر حلفاء النظام السوري بين استمرار "داعش" او "تسوية بشأن الرئيس السوري بشار الاسد". تسوية لا يبدو ان حليفي الاسد الرئيسيين اي روسيا وطهران في وارد التنازل او القبول بها بما يسيء للاسد في الوقت الحالي خصوصا بعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري الى موسكو والتي اوحت بما يشبه التأكيد ان لا حل في سوريا من دون الاسد.
اذاً ففي ضوضاء الحديث عن مصير الرئيس السوري خرج الرئيس الأميركي باراك أوباما ليؤكد بأنه "لن نتمكن من القضاء على "داعش" في سوريا إلى حين التوصل لتسوية سياسية بشأن الرئيس السوري بشار الأسد".
وتوجه الى روسيا وطهران بالقول "نحن في مرحلة ينبغي على روسيا وايران أن تختارا بين دعم الأسد أو الحفاظ على الدولة السورية"، مؤكدا أنه "لا يمكن إنهاء الحرب وهو في السلطة".
رد لافروف
لكن هذا التصريح الاميركي قابله تصريح من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف, اكد فيه مشاركة الرئيس الاسد في الحل السياسي اذ اشار الى أنه "لم يتم التوصل إلى أي اتفاق حول عدم مشاركة الرئيس الأسد في مرحلة من مراحل العملية السياسية".
وتمنى لافروف وضع مسألة مصير الأسد جانبا في سياق التسوية في سوريا, مشيرا الى انه تم بحث هذا الموضوع بالتفاصيل مع الشركاء الأمريكيين الذين سبق لهم أن دافعوا عن هذا المنطق بإصرار.. ويبدو لي أنه لم تعد هناك أي شكوك في أن طرح شروط مسبقة لتوحيد الصفوف في محاربة "الدولة الإسلامية" يعد أمرا غير مقبول على الإطلاق".
وذكر بأن بعض الشركاء قدموا أفكارا بشأن إبعاد الأسد، لكن تلك الأفكار لم تحظ بالاجماع خلال محادثات فيينا, لافتاً إلى تعديل موقف "بعض شركائنا الغربيين".
زيارة الاسد لموسكو
موقف لافروف سبق لروسيا ان عبرت عنه بطريقة اخرى حين فتحت ابوابها لاستقبال الرئيس السوري بشار الاسد كضيف مرحب به في ساحتها الديبلوماسية، حيث قام الاسد في اوكتوبر الماضي بزيارة مفاجئة الى موسكو، اظهرت مدى ثقة روسيا بالحكومة السورية الحالية، ومدى تمسك موسكو بالاسد كرئيس شرعي لسوريا وكمشارك اساسي في اي حل سياسي مرتقب للوضع هناك.
دعم عسكري للاسد
اضف الى كل هذه المواقف اعلان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو ان بلاده ستواصل مد الحكومة السورية بالدعم العسكري في قتالها لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف شويغو "نعتزم مواصلة توفير المساعدة للسلطات الشرعية في سوريا، وتهيئة الظروف لحل لهذا الصراع".
ورأى محللون كثر ان التدخل الروسي في سوريا، وان لم ينجح حتى الان في حسم الوضع لصالح النظام الا انه منع انهيار النظام ولن يسمح بذلك ابدا مما يعني ان روسيا مستعدة لفعل اي شي للحفاظ على النظام السوري.
هذه التطورات كلها ارخت بظلالها على اجتماع فيينا الذي لم يستطع تسجيل اي خرق اساسي في السقوف العالية التي وضعت من قبل مناهضي النظام السوري، وتخلت العديد من الدول عن مواقفها المطالبة بتنحي الاسد، ابرزها المواقف الاميركية والاوروبية والمصرية وآخرها التركية.
ومن هنا يُسأل ما الهدف من موقف اوباما هذا؟ وهل اراد مداراة بعض الدول التي تطالب برحيل الرئيس الاسد؟ خصوصا ان اوباما يدرك ان مثل هذا التصريح لا ولن يلق قبولا ايرانيا او روسيا، ويقول البعض انه ربما قيل لتسجيل موقف بأن الولايات المتحدة حاولت ازاحة الاسد ففشلت وبذلك ستبرر مستقبلا قبولها بمشاركة الاسد في اي حل سياسي مرتقب في سوريا. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|