مع إستمرار التحذير من المجاعة
جنوب السودان - في أيّ نزاع مسلّح يحصل، يُعدّ الأطفال الأكثر تأثّراً به، فهم يُحرمون خلال الحروب من التعليم، واللعب، وأبسط حقوقهم، وقد يصل الأمر بهم إلى الحرمان من الأكل نتيجة الحصار الذي يُفرض على مناطق يسكنون فيها، فضلاً عن تسجيل فتلى في صفوفهم، هم الأبرياء الذين لا ذنب لهم في كلّ ما يحصل.
وفي جنوب السودان، أعلنت الأمم المتحدة أن عشرات الأطفال قتلوا في المعارك المستعرة في البلاد، في انتهاك لاتفاق السلام.
المعارك في ولاية الوحدة في الشمال، تشهد "تصاعداً" خلال الأسابيع الأخيرة "مع عواقب وخيمة على المدنيين"، في وقت يعاني فيه 40 ألف شخص من المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نشر تفاصيل جرائم القتل التي ارتكبت في منطقة واحدة في ولاية الوحدة خلال أسبوعين.
الإغتصاب "سلاح حرب"
ففي منطقة لير في ولاية الوحدة، حيث تخوض القوات الحكومية مع المتمردين معارك حامية الوطيس، قتل 80 مدنيا على الأقل في الفترة الواقعة بين 4 أكتوبر/تشرني الأول و22 منه. وثلاثة أرباع الذين قتلوا من الأطفال وعددهم 57 قتيلا في لير، كما أن هناك أكثر من 50 حالة اغتصاب كـ"سلاح حرب"، وفق تقرير للأمم المتحدة.
ورغم أن حالة المجاعة لم تعلن رسميا في جنوب السودان، فيجتاز هذا البلد، كما تقول الأمم المتحدة، أسوأ فترة منذ بداية نزاع تميز بارتكاب الطرفين مجازر إتنية وعمليات قتل واغتصاب نساء وأطفال وتعذيب وتهجير قسري وتجنيد أطفال.
المعارك والأعمال الوحشية أسفرت عن آلاف القتلى وأدت خلال سنتين إلى تهجير أكثر من 2.2 مليون شخص، أي نحو ربع السكان. ويشهد جنوب السودان منذ ديسمبر/كانون الأول 2013 حربا أهلية بين الجيش النظامي، الموالي للرئيس سالفا كير، وتمرد يقوده النائب السابق للرئيس ومنافسه رياك مشار. ورغم اتفاق السلام الموقع في 26 أغسطس/آب، فلم تتوقف المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين، ولا تستطيع المجموعة الدولية إلا أن تأخذ على الطرفين عرقلة وصول المساعدات. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|