رفضاً لوعد بلفور.. نشطاء فلسطينيون يغلقون مقر الأمم المتحدة

مها عواودة واحمد ممدوح: جيش العدو الإسرائيلي يواصل تصعيده في الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال استمرار الإعدامات الميدانية والتوسع الاستيطاني والحصار للقرى والأحياء الفلسطينية.
وبالأمس، أقدم جنود العدو على اعدام شاب فلسطيني واعتقال آخر بزعم محاولتهما تنفيذ عملية طعن مشتركة ضد جنود العدو المتمركزين على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين بالضفة الغربية.
وبحسب بيان الشرطة الإسرائيلية، فإنه لم يصب أحد من الجنود بأذى، في حين  شرعت قوات الجيش بإغلاق الحاجز ودفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المكان.
اعتقالات واعتداءات متواصلة
وفي سياق متصل، اعتقل جنود العدو خمسة فلسطينيين  من مدينة الخليل كانوا يستقلون سيارة بزعم عثور الجيش على عبوة كانت مخبأة أسفل مقعد سائق  السيارة الفلسطينية بمنطقة العيزرية بالقدس المحتلة , كما اعتقلوا فتاة فلسطينية بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف بعد أن اعتدوا عليها بالضرب المبرح.
نادي الأسير الفلسطيني ذكر في بيان له أن قوات العدو اعتقلت خلال الساعات الماضية نحو 35 فلسطينياً في عمليات دهم واقتحامات لمناطق متعددة من الضفة الغربية .
فيما أكدت مصادر عبرية أن العدو أصدر مؤخرًا تعليماته للجيش بتغيير إجراءات فتح النار ليتاح لهم إطلاق النيران الحية على مطلقي المفرقعات وعلى ضاربي الحجارة بالمقلاع أيضاً.
المستوطنون يجددون اقتحامهم للأقصى
كما واصل قطعان المستوطنين اقتحامهم لباحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة  بحماية مشددة من جنود جيش الاحتلال المدججين بالسلاح ونفذوا جولات استفزازية وسط دعوات من منظمة "جبل الهيكل " الإرهابية  لاقتحامات أوسع يوم الأحد القادم وتحفيز المقتحمين للأقصى بجوائز مالية .
هذا وهدمت جرافات بلدية العدو الإسرائيلي بناية سكنية في حي بيت حنينا، شمال القدس المحتلة .
وقامت قوات الاحتلال ترافقها جرافات عسكرية، باقتحام حي بيت حنينا وحاصرت بناية سكنية تعود لعائلتي دسوقي ونجم مكونة من 3 شقق سكنية وشرعت بهدمها.
 إغلاق مقر الأمم المتحدة في غزة
في سياق آخر، أقدم عدد من شباب ائتلاف الانتفاضة امس بتشكيل سلسلة بشرية أغلقوا خلالها لمقرات الأمم المتحدة بغزة، مطالبين الجهات الدولية بمحاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
الائتلاف طالب بريطانيا بالاعتذار أمام المجلس الدولي على ما تسببت به من نكبات للشعب الفلسطيني بإعطائها وعد بلفور للحركة الصهيونية  قبل 98 عام .
وقام عدد من الشبان الملثمين بوضع مجسمات تابوت لعدد من شهداء انتفاضة القدس في الضفة وغزة تحمل أعلام فلسطين وموزعين أوراقا على بوابات الأمم المتحدة كتب عليها " مغلق بأمر من الانتفاضة" .
في حين أجمعت الفصائل الفلسطينية التي شاركت في المسيرة التي نظمت في غزة  بمناسبة وعد بلفور على ضرورة إحباط كل المحاولات التي تستهدف إجهاض الانتفاضة الفلسطينية الجديدة في وجه الاحتلال الصهيوني.
الفصائل الفلسطينية أكدت كذلك في بيان مشترك أن :" ذكرى وعد بلفور ما زالت تغص في حلق الفلسطينيين لأنه سبب الظلم التاريخي الذي يحيق بهم كما وسبب آلامهم وعذاباتهم ولم تنجح الأيام والسنوات بمسح الذاكرة الفلسطينية وحشوها بأحابيل وأكاذيب الرواية الصهيونية ومعها الدوائر الاستعمارية ".
عطالله للمستقبل: لا عدالة من دون اقامة دولة فلسطينية
وفي هذا الاطار، أكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله لـ "المستقبل" ان "وعد بلفور هو أكبر جريمة في تاريخ البشرية حيث تم إحلال شعب مكان شعب آخر وطرده من أرضه، وبريطانيا بهذا العمل ارتكبت جريمة تاريخية يجب أن يتم  التصحيح من قبلها من خلال الاعتراف بالخطأ ودعم جهود الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ".
وأضاف : لا يمكن أن تتحقق العدالة لهذا الشعب إلا بإقامة دولته المستقلة وإجبار دولة العدو على الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
من جهته، دعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي  إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني  ضد ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية.
المالكي شدد على استمرار الحراك الدبلوماسي من أجل رفع تمثيل فلسطين إلى عضو كامل في الأمم المتحدة.
مفتي مصر: للوقوف ضد مخطط تهويد القدس
الى ذلك أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية المصرية، أن المسؤولية كبيرة على العالمين الإسلامي والمسيحي للوقوف ضد مخطط تهويد القدس، مضيفًا أن اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن العربي من مسلمين ومسيحيين تعتبر حائط صد ضد مخططات الفوضى.
موقف المفتي علام جاء خلال استقباله المطران الدكتور منيب أ. يونان،  رئيس الإتحاد اللوثري العالمي، والدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر،  امس الاثنين.
مفتي مصر شدد على أن الإسلام استطاع  أن ينشئ حضارةً عظيمةً استوعبت بداخلها كل الثقافات والأديان، وكان من نتاجها أن عاش المسلمون وغير المسلمين في مجتمع آمن ومستقر يقوم على المشاركة والتسامح والتعايش والمواطنة.
وأشار مفتي الجمهورية أن الإسلام  وضع نموذجًا حضاريًا كفل فيه للجميع- مسلمين وغير مسلمين- حرية الاعتقاد وممارسة شعائرهم الدينية والمساواة والعدل، مشددًا أن الجميع في الدولة سواسية أمام القانون سواء في الحقوق والواجبات وهي أعلى قيمة للمواطنة الصحيحة التي على إثرها تُبنى الأوطان
وشدد على دعم الحوار العادل والمتكافئ، والذي يحترم الخصوصيات"، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية منفتحة على قضايا العالم وتتفاعل معها.
من جانبه أعرب رئيس الاتحاد اللوثري العالمي عن شكره وتقديره لمجهودات فضيلة المفتي الداعمة لقضية القدس، وترسيخه لمبادئ المواطنة والحوار ومواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب. "/المستقبل/" انتهى ل . م