مَن يظن بأن داعش حالة عابرة ، وغدا سوف تنتهي ، نشكره على تفاؤله ونحيي فيه روح اﻷمل التي نتمناها للجميع ، لكن للفكرة وجهان ، اﻷول رأيناه اﻷن وبكل بساطة وبلا أي جهد ، ونستند به على اﻷقاويل واﻷحاديث والتحليلات السياسية ، والثاني نستشفه من خلال الواقع اليومي الملموس ، ولﻷسف الشديد ما يميل الى اﻷحقية أكثر في التصديق هو الوجه الثاني الذي سنكشف عنه اﻷن ....
فمن خلال تحركات داعش اﻹرهابي ، ومن خلال جميع تصريحاته والبحث في جديتها ومدى انسجامها مع الواقع المُعاش ومن خلال طرح المشاريع وكيفية التنفيذ يتأكد لدينا بأنهم يعملون وبدقة متناهية للبقاء الى أبد اﻷبدين ، وليس هذا فقط فحسب ، بل ويسعون لﻹنتشار المكثف من اجل الوصول الى آخر نقطة في هذا العالم الذي لا يجب ان يحكمه الا اﻹسلام بحسب رؤيتهم طبعا ...
وباﻷمس استطاعت السلطات التركية اكتشاف مركزا داعشيا كبيراً في اسطنبول يعمل على تدريب الأطفال وتجهيزهم وتحضيرهم نفسيا ومعنوياً ﻷن يكونوا جنوده المستقبليين الذين سيعوّل عليهم ﻹتمام المسيرة وﻹبقاء راية الوحشية والظلم خفاقة حتى آخر اﻷهداف على جدول المخططات الكبيرة التي لا تنتهي الا بنهاية الكون .
من هنا نعرف كيف يفكرون والى اين يسعون ، بغض النظر عن رأينا ماذا ينتظرهم والى أين سيصلون ...
فإنطلاقا من هذه النقطة ، ومن خلال الكثير من النقاط السابقة ، كوضع يدهم على البترول مثلاً، كطبع العملة الخاصة ، كفرض القوانين واﻷنظمة ، يتأكد لدينا بأنهم ينظرون الى الصورة ويرون فيها عكس ما نرى نهائيا ، وكم نأمل أن نكون على صواب ، وأن يتحولوا في أقرب وقت الى كابوس في عصر قد ولى ، لنتعلم اكبر درس في حب الوطن والحفاظ عليه . ( بقلم : ميسون منصور )
|