ألحياة ربيع وخريف ، ليل ونهار، أمل وألم ، ضحك وبكاء ، فرح وحزن ، وآخرها موت وموت وموت ....
ولكل منا طريقته الخاصة في استقبال وعيش مطلق حالة من هذه الحالات ، لكن تعالوا لنسأل كيف يمكن أن يتعامل أي شخص منا حين يأتي طفله الى الحياة وبيده تأشيرة للرحيل الى بلاد الموت ، ذاك الطفل الذي تم العيش معه من اول لمسة حب بين شخصين ، من اول كلمة شوق بين محترقين ، من اول عناق دام حتى آخر نقطة وقت في كهف اﻹحتمال بين متيمين ...
أعرف بأن المشهد لا يحتمله قلب ويرفضه اي عقل ، لكن ماذا لو كان حقيقة أمامنا ليغير كل افكارنا واحلامنا ، وليلغي كل مواعيدنا ويحطم طموحاتنا ...
وهذا ما حصل ولﻷسف مع إريكا وجونز فماذا فعلا وكيف تصرفا ...؟!
لأنّ البكاء وحده لا ينفع ، كانا أكثر واقعية حاولا أن يسرقا من حياة ابنتهما المتبقية لحظات سعادة وفرحة إلى جوارها بعد أن جاءتهما أنباء طبية مؤكدة تخبرهما بولادتها بعيب خلقي عبارة عن تجمع عنقودي للأورام بالمخ، الأمر الذي جعل الحياة مستحيلة بالنسبة لها وأنها في غضون ساعات ستنتقل إلى الخالق .
فإستقبل الوالدان هذا الخبر بشكل مختلف وعبرا عن حزنهما الشديد على نحو آخر، فبعيدًا عن البكاء والصراخ قرّرا أن يلتقطا مجموعة من الصور بصحبتها لتترك لهما ذكرى حية بقلوبهما حتى وإن غابت عن أعينهما.
ألمشهد بدا أكثر غرابة بأبعاده ودلالاته ، لا نعرف سبب هذا التصرف الذي فيه الكثير من الحكمة ...
حقا ما فعلاه يبدو في قمة الغرابة والجمال ...
إنها حياتها التي لم تدم إلا لساعات فقط ، فعاشاها معها، وإبتسما بها بجانبها وقبلاها على انها ستكبر في يوم من اﻷيام ... ( بقلم : ميسون منصور)
|