حقا الدهاء اﻹسرائيلي ليس بعده دهاء ، وكذبهم ليس بعده كذب ، ونفاقهم ليس بعده نفاق ...
وأنت تسمع خطابهم وتدقق في انتقائهم للكلمات يتأكد لديك بأنهم يعملون بإتقان في جعل حربهم متعددة الوجوه ، وما البندقية والدبابة والطائرة والعنف اليومي سوى جانب من هذه الحرب الواسعة التي يقومون بها بشكل مدروس ، وينفذون مخططاتها بنجاح ودقة متناهية ، فلو تناولنا مثلاً حربهم السياسية والنفسية وحاولنا التمعن في تركيب خطابهم اليومي ، لوجدنا بأنهم يرتدون ثوب الضحية التي هم جلادها  .. ولشدة تمكنهم تصدق ألاعيبهم حتى وإن كنت تعرف مسبقا بها ...
وجميعنا سمعنا باﻷمس تصريح وزير دفاعهم موشيه يعالون وهو يؤكد بأنه سيتم ضرب الارهاب ، إنتبهوا الى كلمة ارهاب كم هي تبريرية لكل ما سيأتي اضطراراً بحسب ادعائهم للبراءة .. ﻷكمل لكم ما باقي التصريح ، قال سيتم ضرب اﻹرهاب بيد من حديد ، وسيتم دحره واعادته من حيث جاء ، ووعد المواطنين اﻹسرائيليين المساكين المظلومين بأن الحياة سوف تعود هادئة آمنة كما كانت من قبل وأكثر ، واﻷمر يتطلب فقط القليل من الصبر والتحمل .
وشيطنة التصريح وكذبه لمعا كثيراً حين شدّد على ان إسرائيل لا ترغب في تصعيد الموقف ولا تنوي المساس بحرية العبادة في المسجد الأقصى ، هذا المكان المقدّس الذي يقتحمه المتعصبون الشاذون بشكل يومي ويفعلون من مكر وتخريب ما يفعلون ، لبجيء هو ويؤكد ويكرّر التزام إسرائيل بحماية حرية العبادة واﻷديان .. 
ولا نعرف عن أي حماية يتكلم ، وعن اي حرية يتكلم ... 
إنها مسرحية ساخرة مضحكة ليس أكثر ، وحتى اﻹسرائيلي نفسه يضحك ويسخر منها ، وما علينا سوى أن نعرف حجم المؤامرة التي تحاك في الظلام على مستوى الكبار .
وليكن الله بعون المظلوم الذي لا ناصر له سوى المظلوم. ( بقلم : ميسون منصور )