الخضري: الخيانة ومسؤولية الزواج اهم اسباب الطلاق
مسؤول اممي يطالب بوضع سياسات تحمي الاسرة
البهدهي: لا يخلو بيت كويتي من مطلق
الكويت - 8160 شخصا تزوجوا و4136 طلقوا خلال سبعة أشهر. 13410 اجمالي عدد معاملات الزواج والطلاق الرسمية. 722 حالة خلع و720 حالة إثبات طلاق بموجب حكم محكمة و778 بموجب شهادة الشهود. الطلاق يفوق الزواج بـ 50 في المئة. أرقام مخيفة أصدرتها وزارة العدل وتدق ناقوس الخطر في مجتمع قيل ان قوانينه الداعمة للمطلقات، تشجع على الانفصال وعلى هدم الحياة الزوجية بعد أن تصدّرت الكويت الدول الخليجية بارتفاع معدلات الطلاق على مدى السنوات العشر الماضية، وحلت الثانية عالميا في هذا المضمار. أما أهم أسباب الطلاق في الكويت فتعود بحسب بعض الدراسات الى الفوارق الاجتماعية والتعليمية والعمرية والإهمال، وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في رفع نسبه.
"المستقبل" طرحت ظاهرة الطلاق في الكويت على عدد من المستشارين والمحاميين والمختصين في هذه الظاهره، لتسليط الضوء على أسبابه.
الخضاري لـ"المستقبل": القضية هزت المجتمع
الدكتور والاستشاري في الطب النفسي الاستاذ سليمان الخضاري، وفي حديثه لـ"المستقبل"، أكد على ان مشكلة الطلاق لم يتم دراستها بشكل كامل ومتقن من جميع النواحي وبشكل علمي مدروس من قبل الدوله ولم يتم الى الان تحديد جوانب الخلل التي تودي انفصال الطرفين.
ويشير الدكتور الى الاحصائيات التي تحدثت عن بلوغ نسبة الطلاق الى 47%. وبرأيه في اي دولة تبلغ فيها حجم الظاهرة ما بلغته في الكويت، يتطلب منها وقفة مهمة من كل مؤسسات الدوله للحد من هذه الظاهرة ودراستها بشكل كامل وفهم اسبابها وسبب انفصال الطرفين بكل سهولة ووضع الحلول المناسبه بالشكل اللازم وعدم ترك القضيه عابرة.
ويرى ضرورة ان تخوض وزارة العدل مع جامعة الكويت ووزارة التربيه ووزارة الشئون وادارة الاحصاء المركزي في حل هذه المشكل، وان تشترك في فحص اسباب تفشي ظاهرة الطلاق ليمكن معالجة المشكلة كما يقول.
الخضاري وصف الظاهرة بأنها قضية هزت المجتمع لكن بهدوء "ولكن تفاعل المجتمع معها بطيء جدا مع اننا وصلنا تقريبا لمرحله ان كل اسره اصبح لديها مطلقه او مطلق، وعند محاولة نقاش هذا الموضوع في اي أسرة يكون الجواب جاهزا "الامور طيبة"، ويمنعنونك من الخوض في مشكلتهم.
ورغم مساوئ الطلاق الا ان الخضاري يؤكد بأن الطلاق ليس دائما سيئا فهو في النهاية كما يقول تشريع سماوي جاء لحل مشكلة ولإنهاء حياة سئيمة سواء للزوج او الزوجة، لكن الخضاري يرفض التساهل به الى هذا الحد خصوصا انه في الكثير من الحالات يقع بعد فتره بسيطه جدا بين الزوجين لا تتعدى الشهرين.
أما الاسباب الرئيسية فيرجعها الخضاري الى عدة اسباب منها ثقافة المجتمع وثقافة شبابنا من الطرفين، وتكون تهيئة الطرفين للزواج ضعيفه جدا وايضا اخلاقيات الزواج ضعيفة، سواء الصبر والتحمل أو التجاوز والتضحيه من اجل الحياة الزوجيه واستقرار بيت واولاد.
امتيازات للمرأة المطلقة
هل قوانين الدولة الممتازة للمطلقة تشجع المرأة على طلب الطلاق لنيل تلك الامتيازات؟ سؤال يجيب عليه الخضاري بالنفي تماما لافتا الى ان القوانين صنعت ووجدت لحل مشكله كانت تواجه المراه بعد الطلاق، فالطلاق كان موجودا من قبل تلك القوانين واغلب قوانين الدولة تجاه المطلقة موجودة في الشرع والدين، فتلك القوانين كما يقول لم تات من وحي خيال المجتمع واما من الشريعة، والهدف منها مناصرة الطرف الضعيف وهي المرأة.
الخيانة ومسؤولية الزواج اهم اسباب الطلاق
وتحدث الخضري عن سبب مهم يقف وراء الطلاق وهو سهولة انشاء علاقه اخرى خارج اطار الزوجيه "فلذلك تجد الكثير من الشباب لا يملك الحماس الكافي للحفاظ على بيت الاسره والزوجه".
ويقول ان نساء اليوم لم يعدن كالسابق، على صعيد تحمل الضغوطات الكبيرة خصوصا في حال تزوج الرجل من امرأة اخرى، مما يدل على ان ثقافة المجتمع تغيرت بأكملها. ويضيف ان علاقات الزوجين بعد الزواج اصبحت سطحيه جدا وليس فيها اي عمق مشيرا الى ان البعض يعتقد ان الزواج هو علاقة جسدية مع الطرف الاخر، فتكون علاقة الطرفين قبل الزواج ممتازة وبعد الزواج ينصدم الرجل ان هناك مسؤوليات واولاد واسرة وتتحول القضيه من انا احبك وانت تحبني الى قضيه اخرى وهي مسؤولية الاولاد والاسره وتبدأ المشاكل فيتخذ اسهل حل وهو الطلاق .
كما يلعب الاباء دورا في المشكلة من خلال عدم تهيئة ابنائهم بالشكل الكامل للزواج ويريد أن يفرح به فتجده يستعجل ابنه للزواج متناسيا كيف انه لم يتهيأ بالشكل المطلوب لتكوين اسرة.
ويُرجع الخضري بعض اسباب الطلاق الى مواقع التواصل الاجتماعي التي ساهمت برأيه بشكل أو بآخر برفع معدل الطلاق وهي تندرج تحت بند سهولة التعارف بين الطرفين مما يودي للخيانه ومن ثم الطلاق.
الرشيدي لـ"المستقبل": الرجل لم يتسوعب بعد مكانة المرأة الجديدة
الدكتور النفسي والاستشاري التربوي السيد بشير الرشيدي يتحدث لـ"المستقبل" عن جانب اخر من المشكلة. فبرأيه تبدل وتغير المجتمع بأكمله ورغم ذلك بقت ثقافة المجتمع كما هي ولم تتغير. ويسيق مثلا على ذلك بالقول ان الفتاة أصبحت اليوم حره طليقه وتتمتع بكامل حريتها وكامل حقوقها ولا تختلف عن الرجل في الحقوق، لكن في المقابل فإن الرجل في المجتمع ما زالت ثقافته تقول انه سيدا على المراه، وانه قائدها ويجب ان يُسمع له ويطاع. وهنا تكمن المشكلة بحسب الرشيدي وهو ان الرجل لم يستوعب التغير الجديد.
ويأسف الرشيدي لأن العلاقة بين الزوج والزوجه قائمة على الفوقيه والنظريه العليا للرجل وهو الامر الناهي ولا احد يريد ان يستوعب ان القضيه قضيه تفاهم مشترك بين الطرفين وليست قضيه فوقيه، فالزوجه لم تعد تابعه للزوج وإنما اصبحوا شركاء في حياه زوجيه متكامله كل يكمل الاخر، والزوج لم يعد هو الذي ينفق ويعطي ويصرف فالزوجه اصبحت مشاركه بكل ما سبق فهي قادره على العمل وتحمّل تكاليف العيشه واذاً لا بد من تفاهم بين الشريكين. ويرى أن المرأة تستطيع اليوم ان تحمي ذاتها وتصرف على نفسها واصبحت مستقله وقوية، كاسبة لمعيشتها واصبحت موظفه وتعمل ولديها ما يعيلها ولديها راتب والقانون يحميها ولا تختلف عن الرجل في نظر القانون اطلاقا لكن عقلية الرجل ثابته لم تتغير وما زال ينظر للمرأة نفس النظره التي كنا ننظر بها قبل خمسون عاما.
وحل المشاكل الزوجية برأي الدكتور الرشيدي تكمن في اعادة تأهيل المتزوجين وتوعيتهم الى كيفية التفاهم فيما بينهم وتتثقيفهم بتغيير تحول دور المراه بالمجتمع بانه اصبحت مشاركه في الحياه وليس تابعه مطيعه مجبره على كل افعال الزوج. كما يرى انه يجب بناء مبنى متخصص لتاهيل المتزوجين الجدد او المقبلين على الزواج اسوة باداره الفحص ما قبل الزواج.
واعرب عن تأييده لقوانين الدولة المتعلقة بالمرأة المطلقة لافتا الى ان هذه القوانين وجدت لحل ازمه حلّت بالمرأة لأن المجتمع ينظر للمراه بنظره دونيه فيجب ان نحمي المراه بتلك القوانين فهذه حمايه اجتماعيه.
المحميد لـ"المستقبل": لاقامة مركز توعوي اجباري للقادمين على الزواج
إحدى الدراسات الحديثة اشارت الى أن محاكم الكويت نظرت ٢٥ ألف قضية بين الأزواج في عام واحد ، واثبتت دراسة أخرى أنه خلال 6 أشهر فقط حوالي ٦٥٠ مواطنة خلعن أزواجهن و١٦٠٠ حالة طلاق شهدتها المحاكم. هذه الدراسات ان دلت على شيء فإنها تدل على مؤشر ومنعطف خطير تمر به البلاد سيؤدي إلى مشاكل اجتماعية عديدة.
المحامي أحمد المحميد يرى ان للمشكلة اسباب عديدة "ولكن أهمها عدم توعية المقبلين على الزواج بالمسؤوليات والأمور المترتبة على البيت الزوجي وبالتالي تبدأ المشاكل من الأيام الأولى للزواج نظرا لعدم استعداد الأزواج وعدم تهيئتهم لما سيواجهونه في حياتهم الزوجية".
والحل برأيه يكمن في إقامة مركز توعوي تثقيفي اجباري لكل شخص يرغب بالزواج يتم من خلاله عمل دروس توعوية وتثقيفيه لتهيئة المقبلين على الزواج من خلال ابلاغهم بالمسؤوليات والإلتزامات الزوجية والظروف التي تطرأ على العلاقة الزوجية حتى يكونوا على استعداد لمواجهتها ومواجهة أي صعوبات تطرأ على حياتهم المستقبلية.
.
|