الجامع هو بيت الله ، له من القداسة والمعاني الرائعة ما لا يقال .. وهو المكان الذي يجتمع به المسلمون ، فيصلون معا صفا واحدا ويتعبدون ويعيشون مع الله بروحانيتهم وأفكارهم ويخففون آلامهم وأوجاعهم التي لا دواء لها إلا في السماء ..
لكن من غير المسموح أن يبنى الجامع وأن يهدم بالمقابل العلاقات واﻹحترام مع اﻵخرين .. وهذا ما عشناه وشاهدناه في الكثير من اﻷماكن ، ففي استراليا اندلعت مشاجرات حادة سرعان ما تحولت الى اشتباكات بين مئات من المتظاهرين المؤيدين والمعارضين لخطة بناء أول مسجد في إحدى المناطق .. حيث عمد المسلمون الى تحدي واستفزاز المعارضين للفكرة ، في شكل من التحدي الذي جعل الحق يخرج من مكانه ويتحول الى باطل ...
وبسرعة البرق وصل أكثر من 300 شخص ، نظمتهم الجبهة الوطنية المتحدة المنتمية إلى اليمين إلى بلدة بنديجو التي تشهد هدوء عادة وتتميز بمناظرها الخلابة الساحرة ، على بعد 153 كيلومتراً شمال ملبورن للاحتجاج ضد المسجد المقترح الذي تحول الى فكرة خاطئة بسبب عدم طرحه في الوقت والمكان الصحيحين..
وهكذا رفع اﻹستراليون الشعار الذي بدى كالضربة القاضية إما أن تكون مسلما أو إستراليا ..
لﻷسف ما زلنا نريد ان نفرض على من احتضنا وفتح لنا بيته افكارنا المحقة ، حيث اننا نتجاهل ما يدور في رأسه .نستفزه ﻷن يكون خصما بعد أن كاد ان يكون صديقا وربما أيضا صديقي يضع يده بيدي لنبني معا جامعا أساسه المحبة التي هي وحدها لغة كل الشعوب .( بقلم : أمينة الأسمر )
|