في هذا الوقت الصعب ، الوقت الذي وصلنا به إلى تقبل حتى الخرافات ، بعد أن عشنا ما لا يوصف من المعانات ، في الوقت الذي تغيّرت به معالم اﻷوطان ، وأتلف فيه التاريخ و المقدسات والحضارات ، في الوقت الذي مﻷ به الدمار كل البلاد ، وأصبحت الشعوب مجرد دمى تموت بالمئات وبكل فخر وبساطة كما تعيش بلا أي اكتراث الحشرات .. في هذا الوقت بالذات يطل الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالبا من أمين الأمم المتحدة بان كي مون "توفير حماية دولية" للشعب الفلسطيني، وهذا الطلب الجريء جاء على اثر اشتداد المواجهات مع القوات الإسرائيلية التي باتت وكأنها تقتنص الفرصة التي تبدو وكأنها الوحيدة أو اﻷخيرة لديها حيث لا أحد يسمع ولا أحد يرى ولا أحد يأبه ﻷمر أحد ...
وجاء النداء في بيان رسمي صادر عن مكتب الرئيس الفلسطيني أن أبو مازن الذي تلقى اتصالا هاتفيا من بان كي مون و جرى الحديث خلاله عن الأحداث الأخيرة والتصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية وخاصة اقتحامات واستفزازات المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي للمسجد الأقصى . وأهم ما جاء في البيان أن عباس "طالب بسرعة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة". ولم يكن أمام بان كي مون سوى التأكيد انه سيجري اتصالا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لنقل الرسالة من أجل وقف الاستفزازات التي يقوم به المستوطنون"...
ربما هو تحرك يأخذ شكل العزف المنفرد لكن كان لا بد منه ..
هي صرخة حق في عصر الظلم الذي يستولي على البلاد...
هي فلسطين تذبح اليوم بسكين ليس بحاد ، وعلى العالم الذي اعتاد التفرج ، ان يخرج عن الدور الذي يلعبه ..
نظن انه آن اﻷوان للخروج عن النص ، فالصرخة في وجه الظلم لا بد منها ..نعم لا بد منها ... ( بقلم : نور الرفاعي )
|