الأشخاص الأذكياء يتميزون بتركيبة للدماغ تختلف عما لدى الأفراد العاديين ذوي القدرات الفكرية والاجتماعية الأقل، فالروابط لدى الأذكياء بين مراكز الأعصاب أكثر تعقيدا وكثافة.
والعلماء وجدوا من خلال بيانات مسح الدماغ لـ461 متطوعا أن بعضهم لديه أنماط مختلفة بحسب مقياس connectome، وهذه الأنماط مرتبطة بالجوانب الإيجابية في الحياة، مثل الذاكرة الجيدة وحسن استخدام المفردات والشعور بالارتياح والسعادة والرضى مع القدرة الكبيرة على التحصيل العلمي.
وعلى الطرف الآخر من مقياس connectome، وجد العلماء أنماطاً أخرى من تركيبات الدماغ أقل تعقيدا وروابطها أكثر كثافة، وأصحابها أكثر عرضة للاتصاف بصفات سلبية، بما في ذلك الغضب وخرق القوانين واللجوء إلى المخدرات وسوء النوم.
والباحثون قالوا ان هذه الأنماط من تركيبات الدماغ التي تختلف باختلاف الأفراد، هي التي تساعد على تحديد مستقبل الحياة لدى المرء، أتكون حياته سعيدة ومريحة أم تعيسة ومليئة بالمشاكل والتعقيدات.
هذه تعد مثابة النتائج الأولى لمشروع Human Connectome Project، الذي رصدت له ميزانية تمويل تبلغ 20 مليون جنيه استرليني كل من جامعة أكسفورد وجامعتي واشنطن ومينيسوتا في الولايات المتحدة.
وقد نشرت نتائج هذه البحوث في المجلة الدورية "الطبيعة وعلوم الأعصاب Nature "Neuroscience. ويقول العلماء إن هذه النتائج هي صدى لما أشار إليه علماء النفس من قبل في عام 1904 تحت اسم "العامل- جي" أو g-factor، والذي يميز قدرات الفرد واختلافها عما لدى الآخرين في المجالاتالمعرفية المختلفة، لكنه تعرض وقتذاك لانتقادات شديدة، وذلك لفشله في كشف مدى التعقيد الحقيقي داخل المخ، واختلافه بين فرد وآخر. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|