بين العقل الغربي الحضاري والعقل الشرقي الجاهلي ألاف السنين الضوئية .. طبعا كي لا نفهم بشكل خاطئ نحن هنا لا ننفي وجود عقول غربية حاقدة مغلقة جاهلة ، وعقول شرقية منفتحة حضارية جدا ...
لكن طبيعة الفكرة التي ننشدها اﻷن تجعلنا نأخذ النقيضين في المكانين ، بحكم ان الغربي هو المضيف والشرقي هو الضيف  ...
فاللاّجئ السوري الذي هرب من موت كان يعدو نحوه  ويطارده من جميع الجهات ، لم يستطع ان يحافظ و يستمر كثيرا بذلك الوجه الذي ارتداه بشكل مؤقت وسريع .. وسرعان ما استطاع العودة الى نفسه والى خلفيته ونفسيته وتركيبته الخاطئة جدا ..وهذا ما قد يسبب له المشاكل التي قد تجعل الكثيرين يؤكدون صوابيتهم برهانهم على انهم لا يستحقون هذا اﻹحتضان الكبير ...
فالشعب اﻷلماني تذمر وتأفّف ورفض الهجوم اﻹضطراري زاعما بأن بلاده لم تعد له وبات يشعر بأن هو الضيف الذي قد لا يرغب اﻷخر به ..طبعا نمط حياتهم يختلف كليا عن نمط حياة اللاجئين .. فبالوقت الذي يلجؤون هم به الى التأملات والهدوء والتحليق بعيدا بلا اي رقابة تذكر .. يشاهدون وامام أعينهم نزاعات وصراعات وحوارات عنيفة تتطور لتصل الى العنف الشديد بين اللاجئين أنفسهم .. والسبب هو الدين ، وهذا ما بات يرعب العقل الغربي ..
حيث تناولت اﻷخبار باﻷمس كيف تقاتلوا فوق اﻷراضي اﻷلمانية وهجموا على بعضهم بلا اي احترام ﻷحد .. وسقط بينهم العديد من الجرحى وذلك بسبب الدين .. 
ألدين الذي يحتاج لعقول راقية تحتضنه وتعيش معه وفيه ...
وهكذا مقولة خطر فتح اﻷبواب لمطلق طارق بدأ يتضح مدى خطورتها ..  
واليوم الشرطة الالمانية تقوم بالتحقيق بشأن طالب لجوء سوري بعد الاشتباه بانه قاتل في صفوف تنظيم "داعش"
حيث ان المشتبه به سوري يقيم في مركز لطالبي اللجوء في منطقة براندنبورغ شمال غرب المانيا.
وكان الرجل قد قال لمهاجرين آخرين يقيمون في الوسط انه قاتل في صفوف تنظيم "داعش" وقتل اشخاصا...
وهذا ما قد يتسبب بالكثير من المشاكل ، ويجعل تلك الدول تعيد النظر في الكثير من افكارها ..
فاللاّجئ عليه ان يحترم البلد الذي استضافه ، وأقل ما يمكن فعله احترام قوانينه وعاداته وتقاليده .... "/المستقبل/" (انتهى )