بدأ العام الدراسي، وتوجه الطلاب إلى مقاعد دراستهم لكي ينهلوا العلم، وينالوا شرف المعرفة، وتحقيق أحلام الأهل في نجاح أبنائهم، ولكن رياح الكتب لا تعين سفن الطلاب فمنهم من يذهب للمدرسة وليس معه كتاب يتعلم منه.
ربما يكون مستغرباً بعض الشيء أن الطالب في صف الأول ابتدائي لم يتمكن من الحصول على كتاب الدراسة وذلك أن الكتب لم تنجز بعد، وهنا المستغرب ان يحصل ذلك في الكويت التي تمثل يا معالي الوزير منارة للعلم والحضارة في المنطقة، لذلك ليس مقبولا أن يُقصر المعنيون في وزارتك في أداء أدوارهم وأداء واجباتهم، التي يمثل الكتاب عصب المعرفة وخشبة خلاص للانسانية في زمن صار فيه التوحش سيد الموقف.. المطلوب حلّ هذه المشكلة على وجه السرعة وتأمين الكتاب المدرسي، لأن التلميذ يشكل الرجل الآتي من الزمن الى زمن مقبل وهو بدون كتاب سيكون خارج الزمن الدراسي وما يمكننا قوله: تلميذ بلا كتاب: كساعٍ الى الهيجاء بغير سلاح.. وانا كاتبة هذه السطور ما كنت لاقول ذلك إلا حين اطلعت على مضمون تقرير اعدته «المستقبل» وتفاصيله أدناه:
الكويت - كتب هادي العنزي: 42 ألف طفل روضة و30 ألف تلميذ في الصف الأول الابتدائي دشنوا امس عامهم الدراسي الجديد 2015/2016 على ان يلتحق بهم بقية طلبة المرحلة الابتدائية اليوم الأثنين فيما يباشر طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية دوامهم في السادس عشر من الشهر الجاري.
وزارة التربية استعدت للاستقبال، وأكثر من مسؤول تربوي أكد بأن "الامور تسير على ما يرام ولا يوجد ما يدعو للقلق"، في رسالة تدعو أولياء الأمور والطلبة للإطمئان.
فوزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور بدر العيسى سبق ان اعلن في تصريح سابق عن إنجاز صيانة أكثر من سبعين مدرسة من إجمالي مائة وخمسون مدرسة مدرجة على لائحة أعمال الصيانة، مؤكدا حرص الوزارة على سد النواقص الموجودة في أي منشاة تربوية.
بينما ذكر وكيل وزارة التربية د. خالد الرشيد في تصريح سابق لإحدى وسائل الإعلام بأنه تم توقيع عقود صيانة التكييف لجميع المناطق التعليمية باستثناء عقد منطقة الجهراء، ودعا مديري المدارس للتواصل المستمر مع مراقبي الصيانة في المناطق التعليمية وابلاغهم عن اي عطل اولا بأول.
"المستقبل" زارت عددا من المدارس الحكومية وكذلك الأهلية الخاصة، لتقف وعن قرب على آخر استعداداتها لبداية العام الدراسي، وكذلك لتتعرف من مسؤوليها على أبرز العقبات التي تعترضهم.
ثانوية سعيد بن عامر تعاني من نقص الصيانة!
البداية كانت مع مدرسة سعيد بن عامر الثانوية والتابعة لمنطقة الأحمدي التعليمية والتي اكدت ادارتها لـ"المستقبل" انها هيأت كافة الظروف الملائمة لبدء عام دراسي ناجح بكافة المقاييس، وذلك حرصا منها على تهيئة وتوفير أفضل الأجواء الدراسية للطلبة من أجل تحصيلهم العلمي.
خلف بنيان، المدير المساعد لثانوية سعيد بن عامر في منطقة هدية أكد لـ "المستقبل" بأن المدرسة تعاني من عدم اكتمال أعمال الصيانة من قبل المقاول المسؤول، بالإضافة إلى عدم تركيب وحدات التكييف الخاصة بالفصول الدراسية، مشيرا الى ان المدرسة تحتاج لصيانة جذرية تشمل أغلب المرافق، "لكن وفي ظل عدم قدرة المقاول المسؤول عن الصيانة من الوفاء بالتزاماته فإن المدرسة ستعاني خلال الفترة المقبلة"، وأوضح بنيان إلى أن وحدات التكييف الجديدة في عدد غير قليل من الفصول غير موجودة، بالإضافة إلى أن خطوط الهواتف غير موصلة للعديد من الغرف، مرجعا السبب إلى شركة التكييف والتي تتولى أربعة عقود في آن واحد بحسب مهندس الصيانة، مما جعلها تقف عاجزة عن توفير متطلبات عدد غير قليل من المدارس الحكومية.
واذ لفت بنيان بأن المهندس المسؤول أكد له غير مرة بأن " عمال الصيانة لا يغطون كافة المدارس المتعاقد معها"، تساءل عن الجدوى من التعاقد مع مقاول واحد في أربعة عقود في أربعة مناطق تعليمية موزعة على امتداد البلد، مؤكدا ان عددا من المدارس سوف تعاني الأمرين خلال الفترة المقبلة.
خلف بنيان أكد بأن المدرسة مكونة من خمسة أجنحة، وهناك أربعة منها لم تجري لها الصيانة المطلوبة، بينما تمت صيانة جناح واحد ويضم 10 فصول دراسية فقط، مطالبا وزارة التربية بسرعة انجاز الصيانة للمدرسة.
|