الكويت - لأن اي عمل تنموي يرتكز على الانسان وينطلق من اجل الانسان، فإن الكويت، آثرت بحكومتها وجمعياتها الخيرية وصندوقها للتنمية الاقتصادية، على ايلاء اهمية كبرى للتنمية الاجتماعية والانسانية ايمانا منها بضرورة مساعدة مساعدة الانسان بمختلف مراحل عمره، فكانت ان توجهت بعض مشاريعها التنموية لبناء روضات الاطفال ودور الرعاية للايتام، واقامة مشاريع صناعية للنساء منها على سبيل المثال لا الحصر معامل للخياطة، وصالونات التزيين، ومشاريع تجارية تعتمد على بيع الكثير من المنتوجات.
فالاستراتجية الجديدة للمساعدات الانسانية كما يقول مدير العلاقات العامة في جمعية العون المباشر عبدالرحمن الشطي لـ"المستقبل"، تتمثل بالدعم التنموي للمشاريع، لا سيما عبر قروض حسنة للمستفيدين، يتم استردادها من خلال الارباح في المشاريع التي يتم تمويل بناؤها على نفقة المحسنين.
وأضاف بأن مشروع "عون لك" للتمويل الاصغر يعد أحد مبادرات جمعية العون المباشر في تقديم برامج تنموية للفئات المستهدفة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا كإستراتيجية تعمل العون المباشر على تعميمها في جميع الدول التي تعمل فيها تدريجيا لنقل الفئات المستهدفة من الاغاثة إلى الاعتماد على الذات، لافتا الى انه مشروع ضخم تصل فيه المساعدات الى الملايين خصوصا للدول الافريقية المتعثرة اقتصادية ووضعها العام فقير.
وقال الشطي بانه تم تقسيم المشاريع المعتمدة للاستفادة من مشروع “عون لك” إلى ثلاثة أقسام هي: مشاريع خدمية مثل تمويل روضات الأطفال وقاعات الألعاب للأطفال وصالونات النساء، ومشاريع صناعية كالخياطة وإنتاج المفروشات وصناعة المخبوزات والحلويات، ومشاريع تجارية كبيع مواد التجميل والملابس الجاهزة والأثاث.
الشطي لـ"المستقبل": القروض تعالج المشاكل بشكل جذري
ويشرف على تنفيذ المشروع بحسب الشطي، أحد المستشارين المتطوعين، الخبراء في مجال المشاريع التنموية والقروض المتناهية الصغر، والذي يسافر خصيصا لتدريب عدد من المستفيدين من المشاريع والعاملين على كيفية إدارة وتنفيذ المشاريع الصغيرة المدرة للدخل.
وذكر الشطي بانه من خلال تجربة طويلة تبين ان المنح الاغاثية تستنزف الاصول المالية للمساعدات بينما القروض الحسنة تعالج المشاكل بشكل جذري.
أما بالنسبة الى الخبير الاقتصادي حجاج بو خضور فإن القروض هي بالدرجة الاولى واجب شرعي ونابع من تعاليم ديننا الحنيف وارضاء للخالق الذي امر بمساعدة المحتاجين وتقديم الصدقة لمن هو احوج اليها سواء كان مسلما او غير مسلم تحت شعار "اعطه فأسا ليحتطب" اي ان يقوم رب الاسرة او الشاب او مجموعة من الاشخاص بكسب رزقهم بيدهم دون اللجوء لمساعدة الغير.
القروض الكويتية تعزز التعاون مع الشعوب
بو خضور يقول في حديثه لـ"المستقبل" ان من يعمل في الحقول التنموية يعي تماما قيمة تمويل المشاريع التي تمولها الكويت عبر القروض المقدمة من صندوق التنمية العربية الاقتصادية للدول الفقيرة، حيث ان هذه الاستثمارات هي طريق الكويت في الحصول على مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، مؤكدا ان القروض الكويتية والمنح تمهد الطريق للبلاد لتبادل المنفعة بين الكويت ودول العالم وتعزز من التعاون وسبل التواصل في كل المجالات مع بقية الشعوب في مختلف القارات، مشيرا الى ان القروض تطبق ما جاء ايضا في الحديث النبوي الشريف "صناعة المعروف تقي مصارع السوء".
وواصل بو خضور حديثه عن فوائد القروض مدللا على ذلك بان الكويت دولة مستوردة للسلع والبضائع ووجود مثل هذه المساعدات والاستثمارات لها عوائد على الكويت ويمكن الاستفادة منها في الاطار الانساني وفي التبادل التجاري والاستيراد الذي يسعى اليه القائمون على السوق الكويتي.
مفاهيم خاطئة
وصحح بو خضور عبر المستقبل مفاهيم كثيرة خاطئة تنتشر في اوساط المجتمع الكويتي، فيقول ان الساحة المحلية تشهد احيانا تذمرا واسعا من ارسال تلك القروض للدول الصديقة، وانتشار حالة من التخوف على مستقبل الاجيال المقبلة بسبب تلك القروض والمنح التمويلية التي قد تؤثر على المال العام، حيث يقول بان هذه ثقافة خاطئة "لان القروض وتمويل المشاريع بالخارج ليست هبات غير مستردة فهي لها فوائد مالية وسياسية ومعنوية ولعل اكبر دليل على ذلك ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مؤسسة تقوم بتمويل نفسها ذاتيا عبر العوائد المالية.
ومن محاسن هذه القروض ان بحسب بوخضور ان اسم الكويت بات مرفوعا في كل دول العالم، "حيث نجد اسم الكويت على المستشفيات والمتاحف والمدارس والمساجد والمصانع، وهذا بحد ذاته يقوي جسور التواصل مع الدول الصديقة التي تقف الى جانب الكويت في احلك الظروف، مشيرا الى ان هذا بحد ذاته تسويق للكويت".
بوخضور لـ"المستقبل": الشعوب قالت كلمتها
وذكر بو خضور ان ملامسة وجدان الشعوب الاخرى لا يقدر بثمن او مال، ولو عدنا بالزمن الى الوراء قليلا لرأينا موقف العالم اجمع من الغزو العراقي للكويت في محنتها ابان الغزو العراقي الغاشم في العام 1990 ، فموقف الدول هو مرآة لموقف الشعوب، ونجد ان مواقف الكويت الانسانية انعكس اثرها على الشعوب وبالتالي عبر حكومات كل دول العالم التي كتبت شهادة تقدير للكويت وشعبها المحب للخير، على الرغم من ان المقبور صدام حسين دفع لبعض الدول لشراء الذمم ما هو اكبر مما صرفته الكويت بكثير، لكن الشعوب اختارت الحق الكويتي وقالت كلمتها.
وهنأ بو خضور الكويت اميرا وشعبا بمناسبة مرور الذكرى الاولى السنوية لحصول الكويت على لقب مركز انساني عالمي، وحصول حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد على لقب قائد انساني عالمي، مشيرا الى ان سموه يمثل قمة الهرم الكويتي وايضا يعبر عن السياسية الخارجية للبلاد والتي تحمل معاني الخير والقيم السامية، حيث ان الكويت غيرت مفهوم الهبة الى تحويل الدول الفقيرة الى دول منتجة وتاتي المشاريع بريعها الطيب لجميع الاطراف ولتصبح الكويت شريكة بالتنمية في كل دول العالم. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|