نعم يمكن أن نشتري مصنعاً كاملاً وننتج طائرة أو سيارة، أو جرافة أو دبابة.. يمكن أن نستورد جميع أنواع العطور والملابس ويمكننا أن نشتري ما نشاء ونشبع أسواق الاستهلاك بمختلف السلع والأدوية وما إلى ذلك..
لكن ما لا يمكن فعله هو أن نستورد جامعة ونقول انها جامعة وطنية كويتية.. وما ذلك إلا لأننا لا نستطيع أن نستورد تاريخاً وضميراً وطنياً..
جامعتنا الوطنية هي شخصيتنا في الحاضر وشراعنا نحو المستقبل، وهي بصمة شخصيتنا وقاعدة نشيدنا الوطني...
ولم أرَ في عيوب الناس شئياً كعجز القادرين التَّمامِ.
نعم.. لا عذر لنا في الكويت، إذا قصرنا في حيازة أهم وأكبر جامعة وطنية في الشرق الأوسط!.. لا عذر لنا لأننا قادرون ونملك الامكانيات العملية والبشرية ..
قادرون أن نمدّ جامعتنا بكل وسائل القوة والانطلاق..
أقول ذلك أنا كاتبة هذه السطور يا معالي الوزير لأنه من حق الكويتيين على الدولة أن تمدّ الجامعة بما يجعلها قادرة على انجاز الابحاث ورعاية العلوم ومواكبة التطور العالمي..
معالي الوزير،
الكويتيون لا يقبلون أن لا تساوي جامعتهم، الجامعات المهمة في العالم الغربي..
الكويتيون لا يقبلون أن تكون جامعتهم محرومة من وسائل التطور وامكانات النهوض..
وليس الكويتيون فقط يا معالي الوزير لا يرضون أن تكون جامعتهم بلا مدير بل المنطق لا يقبل الأمر أن يفتتح العام دون مدير لها..
أما بعد،
هل تعلم يا معالي الوزير أن الجامعة الوطنية هي مرآة البلد ومركز انطلاقه..؟!
ندعوك يا معالي الوزير أن تفكر عميقاً بخطورة القضية بعد أن تطلع على تفاصيل التقرير الذي أعدته «المستقبل». وتفاصيله في صفحة 2-3
الكويت - كتب هادي العنزي: جامعة الكويت تستقبل العام الدراسي الجديد من دون مدير لها اذ فشلت وزارة التربية حتى الان في تعيين شخص يشغل هذا المنصب. الادوات العلمية المساعدة في الجامعة ما زالت تشكو من النقص، المشاركة في القرار الجامعي غائبة، نقص في الشعب الدراسية، اهمال للمعهد العالي من قبل وزارة التعليم العالي، لا مواقف سيارات للطلبة، ورغم كل هذه المشاكل إلا ان وزارة التربية والتعليم العالي تخرج لتعلن انتهائها من الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد من شتى المراحل بدءا من المرحلة الإبتدائية وانتهاء بالجامعية. أما الدكتور عبدالرحيم ذياب عميد شؤون الطلبة بجامعة الكويت، فيؤكد اكتمال هذه الاستعدادت معربا عن أمله أن يكون هذا العام حافلاً بالجد والاجتهاد ويساهم في الارتقاء بمستوى التعليم العالي.
فذياب الذي أكد حرص عمادة شؤون الطلبة على تنفيذ الخطة الاستراتيجية للجامعة وتجسيدها وفق آليات عمل محددة في ضوء القوانين التشريعات والنظم الجامعية انطلاقا من الالتزام التام بمبدأ حق التعليم والتعلم للجميع والاستثمار في المعارف والمهارات من اجل تعزيز التنمية المستدامة والتحول نحو مجتمع المعرفة، تناسى كل هذه المشاكل ولم يلتفت اليها في تصريحاته.
لكن "المستقبل" ومن منطلق حرصها الذي توليه للقطاع التربوي تماما كما باقي القطاعات التي تهم المواطن الكويتي مباشرة، آثرت ان تسلط الضوء على هموم ومشاكل الطلبة في جامعة الكويت سعيا منها لايجاد الحلول لها حتى لا تقف هذه التحديات، حجر عثرة في طريق الطلبة وعطائهم العلمي.
السبعان لـ"المستقبل": التأخير بتعيين مدير الجامعة غير مبرر؟!
ليلى السبعان أستاذ الدراسات اللغوية والماجستير في كلية الآداب وآدابها بجامعة الكويت ونائب رئيس المجلس العالمي للغة العربية، تساءلت مستغربة عن علة التأخير في تعيين مدير جديد لجامعة الكويت حتى الان.
واذ أكدت السبعان لـ "المستقبل" أن هذا التأخير غير المبرر لا يحدث في الدول البائدة، ناهيك عن الدول المتحضرة، تساءلت "ألا يوجد كفاءات من أولى العلم والمعرفة رجالا ونساء؟!"، مبينة بأنه ليس من الضرورة أن يكون المرشح كامل الأستاذية الكبيرة، "فلدينا عمداء كليات بدرجة استاذ مساعد قادرين على إدارة الجامعة وبطريقة مثالثة، فالإدارة فن قائم بذاته، وهي في أغلبها تجميع لقرارات الإدارات والاستئناس بآراء المسؤولين والقدر على اتخاذ القرار".
قضايا متراكمة لم تعالج!
أستاذ الدراسات اللغوية والماجستير في كلية الآداب وآدابها بجامعة الكويت اشارت إلى أن هناك قضايا متراكمة لم تعالج في جامعة الكويت وخاصة تلك التي تتعلق بأعضاء هيئة التدريس. وبالنسبة اليها فإن هذه الجامعة ليست تلك التي درست فيها "سواء من حيث أعضاء هيئة التدريس أو الكتب والمراجع المتوافرة أو حتى الجو الاجتماعي والثقافى للأستاذ والطالب على حد سواء".
عدد غير قليل من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، لا هم لهم سوى رفع رواتبهم فقط، دونما اهتمام منهم للقضايا المعاصرة التي يعاني منها أغلب أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة بحسب ما تقول السبعان مسلطة الضوء على غياب الجو التربوي والنشاط الاجتماعي والثقافي ذو الفائدة العامة. أما التنسيق بين الاقسام بحسب الاستاذة فمعدوم وهو أمر مستغرب يحرم الكثير من المهتمين من الفائدة المرجوة سواء من تبادل فكري أو حوار يثري الحضور، في تلك اللقاءات الاكاديمية المهمة".
الجامعة تفتقر للمراجع والمصادر
ليلى السبعان طالبت بتحديث مراجع الكتب في مكتبة الجامعة وتنويعها، بما يتناسب مع التطور العلمي الكبير وتفي في الوقت ذاته باحتياجات الطالب العلمية، وأكدت بأن المراجع والمصادر لا تفي باحتياجات الأبحاث العلمية فالمتوفر أقل من المطلوب بكثير، أما كتب الاساتذة فأسعارها مرتفعة جدا سائقة مثلا بكتاب التدريبات اللغوية والذي يصل سعره إلى 25 دينارا، مؤكدة بأن غياب الرقابة هو ما جعل الكتاب يصل إلى هذا السعر المرتفع.
المعار يبقى 20 عاما في الكويت فقط !
أما بالنسبة الى المعارين فانتقدت السبعان بقاءهم لما يزيد عن عشرون عاما، وأكدت بأن الأستاذ المعار يستنفد كافة علوم معرفته الحديثة خلال فترة إعارته، مشددة على انه "من غير المقبول في العديد من الجامعات ومنها جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية التي تستعين باساتذة من دول شقيقة وصديقة أن يبقى الاستاذ أكثر من فترة الإعارة"، وطالبت بتجديد الدماء، مشددة على أن احضار اساتذة جدد بدل الذين انتهت فترة اعارتهم من شأنه أن يجدد الأفكار ويأتي بأحدث التجارب العلمية والعملية كل في مجاله.
القحص لـ "المستقبل": نقص الأدوات العلمية يؤثر سلبا على التحصيل العلمي
أما اشكالية نقص المستلزمات الفنية الضرورية للمادة العلمية، فتحدث عنها الدكتورخالد القحص استاذ قسم الإعلام في جامعة الكويت الذي اوضح في حديثه لـ"المستقبل" أن عدم توافر الأدوات المساعدة من شأنه أن يؤثر سلبا على التحصيل العلمي للطلبة. ويقول انه على سبيل المثال لا يوجد لدينا استوديو تلفزيوني متكامل في قسم الإعلام، بالإضافة إلى عدم وجود كاميرات أجهزة مونتاج خاصة، كما لا يربطنا عقد بإحدى الشركات المتخصصة بهذا الشأن، مما يجعلنا نضطر لتدريس الطلبة بما يتوافر من امكاناتهم الخاصة".
لكن استاذ قسم الإعلام في جامعة الكويت أشاد بالجهود المميزة للجامعة فيما يتعلق بتشجيع البحث العلمي، فهو متاح للجميع على حد سواء، وشدد بأن إدارة الجامعة تبدي تعاونا كبيرا في هذا الشأن، والسعي للأفضل محل تقدير وترحيب من جميع الأساتذة والمختصين.
تطوير المهارات الطلابية
د. خالد القحص يقول ان "الجامعة ليست للدراسة فقط، فهي منظومة متكاملة تهيء الطالب للولوج في الحياة العملية بشتى تنوعاتها، وعلى الطلبة المشاركة وبفعالية في الأنشطة الطلابية والفعاليات النقابية، لتنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم النقابية والثقافية والأدبية، جنبا إلى جنب تحصيلهم العلمي حتى يكونوا قادرين على المشاركة بفعالية ايجابية في مجتمعهم عند تخرجهم".
ويؤكد ان عدم تعيين مدير جديد لجامعة الكويت، أدى الى توقف عدد كبير من الشؤون والقضايا الملحة والتي تتطلب تواجد مدير للجامعة ليقوم بالبت بشأنها، بحسب ما تقتضيه طبيعة عمله، متمنيا على وزير التربية والتعليم العالي د. بدر العيسى وهو من أبناء الجامعة على حد قوله سرعة البت في هذا الأمر.
المستجدين يعانون الضياع في أول شهر
يحتاج الطلبة المستجدين للأخذ بيدهم وإرشادهم في الأسابيع الأولى لحياتهم الأكاديمية، ليسهل عليهم سرعة الإنخراط في الحياة الجامعية بحسب ما ذكرت الاستاذ المساعد في قسم علم النفس التربوي بجامعة الكويت الدكتورة معصومة المطيري لـ "المستقبل"، وأوضحت المطيري أن الطلبة المستجدين يفتقدون للتوجيه وخاصة في اختيار المقررات وأماكن الكليات، مما يجعلهم في حالة من الضياع لمدة شهر تقريبا، وعليه فإنه لا بد من أخذهم بجولة ارشادية توعوية ليتعرفوا على مرافق الجامعة المختلفة في البدء.
د. المطيري تطالب عبر "المستقبل" بزيادة الشعب الدراسية
يعاني اعضاء هيئة التدريس من الشعب المغلقة للطلبة المستمرين، الامر الذي يضغط على الأساتذة نظرا لتكدس أعداد كبيرة من الطلبة في شعب بعينها، مما يؤدي إلى عدم قدرة القاعات الطلابية على استيعاب الأعداد الكبيرة للطلبة بحسب ما تؤكد الدكتورة معصومة المطيري، والتي أوضحت بأن تلك المشكلة تتسبب في خلق مشاكل أخرى للهيئة التدريسية حيث أن تواجد أعداد كبيرة من الطلبة من شأنه أن يحرمهم من الحصول على كافة المهارات المطلوب اكتسابها خلال المحاضرة، وضربت المطيري مثلا بنظام المجموعات الذي يأخذ به أغلب الأساتذة في أثناء الأنشطة الطلابية في المحاضرة، وذلك نظرا لعدم توافر الوقت والمكان الكافيين للتعامل مع الطلبة فرادى.
مواقف المركبات صداع دائم
معصومة المطيري ذكرت لـ "المستقبل" بأن المشاكل التي تواجه الطلبة متعددة أيضا ومنها مشكلة مواقف المركبات، حيث دائما ما يعاني الطلاب في ايجاد موقف ملائم لمركباتهم، فتجدهم تارة يقفون في مكان بعيد نسبيا عن موقع محاضراتهم مما يتسبب في تاخيرهم عن الوصول في الوقت المناسب، وطالبت الاستاذ المساعد في قسم علم النفس التربوي بجامعة الكويت وزارة الداخلية بضرورة التواجد اليومي وعلى مدار العام، وليس فقط في الأيام الأولى لبدء العام كما هو الحال عند بداية الدراسة، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود المخلصة التي يبذلها رجال وزارة الداخلية من أجل تسهيل مرور الطلبة وتيسير حركة السير، متمنية على إدارة الجامعة توفير مبان متكاملة تضمن معها تعلمهم دونما أية عوائق أو منغصات.
عدم ثبات الجداول يربك الهيئة التدريسية
يعاني أغلب أساتذة الجامعة من عدم ثبات جداولهم وتغيرها دونما الرجوع لصاحب الشأن، بالإضافة إلى استخدام قاعة المحاضرات دون مراعاة الجدولة الخاصة بالأساتذة، مما يسبب إرباكا للمحاضرات، وذلك بسبب المشاكل الإدارية بحسب الدكتورة معصومة المطيري، متوقعة تكرار تلك المشاكل الإدارية هذا العام في ظل غياب الحلول الإدارية المناسبة.
الدكتورة معصومة المطيري الاستاذ المساعد في قسم علم النفس التربوي بجامعة الكويت طالبت عبر "المستقبل" بالمشاركة العادلة في القرار الجامعي لاسيما من أعضاء القسم وخاصة فيما يتعلق بالتعيينات والانتدابات والبعثات الخارجية، كما طالبت بزيادة الشعب الدراسية للطلبة وزيادة أعضاء هيئة التدريس تواليا لضرورة مقتضى الحال، وتوفير قاعات مجهزة بأحدث الأجهزة العلمية تتسع للأعداد الكبيرة للطلبة الدارسين ، وتثبيت عدد الطلبة اثناء الدراسة وعدم الزيادة إلا لأسباب قاهرة.
لدمج المعهد العالي بالجامعة أو "التطبيقي"
المؤسسات التعليمية الكويتية ليست حكرا على جامعة الكويت فقط، فهناك عدد من المؤسسات التعليمية التربوية الرسمية تقوم بأدوار متعددة، منها المعهد العالي للفنون المسرحية الذ يتبع تنظيميا وإداريا وزارة التعليم العالي، "المستقبل" التقت بالدكتورة خلود الرشيدي الاستاذ المساعد بقسم الديكور المسرحي في المعهد، لِتُطلعنا على أبرز العقبات التي تعترض طريق الطلبة واساتذتهم في المعهد.
الدكتورة خلود الرشيدي أكدت لـ "المستقبل" بأن المعهد يعاني الأمرين نظرا لقلة الخبرة في التعامل من قبل وزارة التعليم العالي وعدم وجود لائحة معتمدة وقانون موحد للمعهد، الأمر الذي أدى لعدم حصول العاملين في المعهد على حقوقهم كاملة.
الاستاذ المساعد بقسم الديكور المسرحي أكدت أنه وبحسب وزارة التعليم العالي فإنه لا يوجد لائحة موحدة للمعهد، حيث يؤخذ باللائحة القديمة حينا وآخر يترك التعامل بها والعودة إلى اللائحة الجديدة، لافتة إلى أن المعهد هو أقرب ما يكون للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وليس لجامعة الكويت، ويتطلب اصلاح الخلل دمج المعهد مع "التطبيقي" أو مع جامعة الكويت، لاسيما وأن الطلبة يحصلون على شهادة البكالريوس عند التخرج، ومخرجات المعهد تغطي كافة قطاعات الدولة.
د. خلود الرشيدي لـ "المستقبل": المعهد العالي للفنون المسرحية يشكو الإهمال
وينقسم المعهد العالي للفنون المسرحية إلى ثلاثة أقسام هي الديكور والنقد المسرحي وقسم التمثيل والإخراج، مما يسهم في رفع الحركة الفنية ليس بالكويت فحسب وإنما أيضا في الدول الصديقة والشقيقة مثل تركيا ومصر ودول مجلس التعاون الخليجي، ويعد المعهد العالي الثاني في الوطن العربي بعد معهد القاهرة.
الاستاذ المساعد بقسم الديكور المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية كشفت ان من المشاكل المتراكمة التي يعاني منها المعهد هي مشكلة قاعات التدريس الغير مجهزة بما يتناسب والمواد التعليمية، وكذلك تفتقر إلى الصيانة الدورية والترميمات الضرورية للمبنى القديم، حيث عادة ما نشهد عطلا في التكييف أو غيره، الأمر الذي يؤدي لمشاكل كثيرة خاصة وأن مدة المحاضرة تصل إلى ستة ساعات كاملة.
الصيانة غائبة والوزارة في عالم آخر!
طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية يعانون من من عدم وجود كافتريا خاصة بهم بحسب ما ذكرت د. الرشيدي، مما يضطر اعداد كبيرة منهم إلى الذهاب خارج المعهد ومن ثم العودة مجددا بين المحاضرات، بالإضافة إلى عدم انتظام موعد المكافأة المالية الخاصة بهم، وتقول د. خلود الرشيدي أن "مرد هذه المشاكل يرجع إلى وزارة التعليم العالي متهمة الوزراة بالتراجع مرارا عن وعودها نظرا لتغير الوزير باستمرار.
الاستاذ المساعد بقسم الديكور المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية طالبت المسؤولين بوضع قانون موحد واعتماد لائحة قادرة على تلبية متطلبات هيئة التدريس، لاسيما وأن المشاكل تزداد يوما بعد آخر، بدءا من الترقيات ومرورا بالتعامل مع إدارة المعهد. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|