فلسطين –مها عواودة: دولة العدو تحاول هذه الأيام توتير الأوضاع على الحدود الشمالية مع لبنان وسورية بهدف خلط الأوراق مع الفصائل الفلسطينية وحزب الله، بحسب ما يؤكد الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله في حديث خاص لصحيفة "المستقبل"، مشيراً في الوقت ذاته الى أن مفاوضات تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة العدو بوساطة طوني بلير توقفت حالياً.
جدل حول اجتماع المجلس الوطني
خلال الأيام الماضية، أثير الكثير من الجدل حول جلسة المجلس الوطني الفلسطيني، فلماذا لم يتم حتى الان حسم امور المجلس الوطني؟ سؤال طرحناه على الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطالله فيجيب بأن الجلسة لم يعلن عنها سابقاً إلا بعد استقالة أكثر من نصف أعضاء اللجنة التنفيذية وهذه الاستقالة أرغمت المجلس الوطني على أن يجتمع إنما هناك شيء إجباري لموضوع الاجتماع العادي وهذا الاجتماع ليس عادياً إنما اجتماع طارئ .
وحول إمكانية ان تفزر هذه الجلسة جدل جديد بين حركة حماس وحركة فتح ـ يربط عطاالله الأمر بمسألتين: بطبيعة التوقيت وشكل الاعلان عن الجلسة وبحالة الانقسام الداخلي بين حركة فتح وحماس والمحاكمة بينهما مشيرا الى ان المسألة الاولى هي الجلسة كيف أتت هي جلسة استثنائية او تأخذ بعين الاعتبار إعادة البناء وما تطلبه كافة الأطراف خاصة دخول حركة حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير.
جهود التهدئة مع العدو
وفيما يتعلق بالجهود التي تبذل بشان تثبيت وقف اطلاق النار في غزة والتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين حركة حماس ودولة العدو، يرى الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله أن الأمور لم تسير كما تريده الأطراف "ما نسمعه من دولة العدو وحركة حماس هو أن شروط كل من الطرفين هي شروط غير مقبولة على الآخر , هذا ما سمعناه من حركة حماس وهذا أيضاً ما سمعناه من موشيه يعلون وزير حرب الاحتلال، يعني المفاوضات بدأت ويبدو أنها تعثرت, متسائلا هل رفع السقف له علاقة بطبيعة المفاوضات؟، مضيفا انه عادة ما يرفعون سقفهم المفاوضون ليلبون الحد الأدنى , يرفعونه إلى الحد الأقصى ولا يمكن أن نقول أنها تسير بالسلاسة التي كانت تسير عليها قبل أشهر.
لكن، هل نستطيع القول أن مفاوضات تثبيت التهدئة وصلت الى مرحلة بلا عودة؟ يجيب عطاللة انه من الصعب قول ذلك لأن المفاوضات برأيه "قطعت شوطاً وهي على وشك التوقيع ولا يمكن القول أيضا أن المفاوضات اصطدمت بالحائط، لازالت المفاوضات قائمة ولازالت الأطراف تتحرك وتترتب, ونستطيع أن نقول أن المفاوضات مستمرة ولكنها تعثرت " .
وحول تصريحات قادة حركة حماس بأن ما يجري اليوم ليس تهدئة طويلة الأمد إنما هو تثبيت لوقف اطلاق النار يصف الكاتب والمحلل السياسي أكرم عطا الله الأمر في حديثة لـ"المستقبل" انه "تلاعب بالألفاظ" ، قائلا :"يمكن القول أن تثبيت وقف اطلاق النار نفس مفاوضات ما بعد عدوان 2014 على غزة هكذا يمكن تسميتها تثبيت لوقف اطلاق النار ولكن حجم الوساطات وما هو معروض من سنوات طويلة وما تبحث عنه دولة العدو هو تهدئه وليس مفاوضات وقف اطلاق النار، ويمكن أي طرف أن يسميها بما هو مريح له بالمعنى السياسي وبما لا يحرجه سياسياً".
تقارب فلسطيني- ايراني
وبخصوص التقارب ما بين السلطة الفلسطينية وطهران والمغزى من هذا التقارب وعما اذا كانت السلطة الفلسطينية تريد أن تكون بديلا عن حركة حماس التي تدعمها طهران، يعتبر المحلل السياسي عطالله ان "الأمر ليس بهذا الشكل، لا يتعلق بحركة حماس ولا بالسلطة الفلسطينية، وهذا تطور كبير ومهم ونوع من اشاره غاضبة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن إسرائيل، فالولايات المتحدة خذلت الرئيس عباس والعقوبات لم ترفع عن إيران والكونغرس الأمريكي سيصوت على الاتفاق، بالتالي السلطة الفلسطينية تقدمت إلى الأمام وتقول أن الولايات المتحدة خذلتها، لذا فهي تتصرف اتجاه خصوم الولايات المتحدة وتعيد انتشار علاقاتها بما لا يرضي الاخيرة واسرائيل، وهو نوع من الاحتجاج الفلسطيني اتجاه السياسة الامريكية التي تجاهلت الملف الفلسطيني في الأشهر والسنوات الأخيرة، يعني منذ ابريل 2014 حتى اللحظة هناك تجاهل تام للملف الفلسطيني والفلسطينيون يتصرفون وفقا لذلك" .
التوتر على الحدود الفلسطينية
وحول حجم التوتر على الحدود ما بين دولة العدو وسوريا ولبنان على خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة والغارات لقوات العدو التي استهدفت عناصر لحزب الله في هذه المناطق، يرى عطالله انه "من الواضح ان هناك تربص من قبل كل جهة اتجاه الآخر. فكيان العدو يرصد كيف تمكن عناصر حزب الله والجهاد الاسلامي من السيطرة على بعض مناطق الجولان , وإسرائيل تحاول أن تربك حسابات حزب الله وسيطرته على بعض المناطق، لذا فهي تقوم بعمليات تسميها"وقائية" ضد تلك المنطقة خوفاً السيطرة عليها من قبل خصوم دولة العدو. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|