الطباخ لـ"المستقبل" : الكويت وقفت مع اليمن في احلك الظروف
العاقل لـ"المستقبل": المساعدات الكويتية تمتد على مساحة اليمن
لصور لـ"المستقبل": الكويت تواصل دعمها الطبي لليمن
صنعاء- نبيل مصلح: لا مبالغة في القول ان العلاقة بين اليمن والكويت هي علاقة جماهيرية في الدرجة الاولى قبل ان تكون سياسية. وليس أدل على ذلك من تأييد أكثر من نصف المشجعين اليمنيين في خليجي عشرين عام 2010 لمنتخب الكويت على حساب منتخب بلادهم حيث خرجت الجماهير اليمنية حينها الى الشوارع في مختلف المدن اليمنية لتحتفل بفوز المنتخب الكويتي.
لكن في السياسة، عُرف عن الكويت انها الاكثر دعما لانضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي، كما ان مشاركتها في عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية شكّلت قمة التضامن مع صنعاء وأكدت على عمق العلاقات ووحدة المصير بين البلدين.
منذ سبعينات القرن الماضي والعلاقة بين الكويت واليمن متميزة، وتُعتبر الكويت من أكثر البلدان التي وضعت طاقتها في خدمة اليمن بحسب رئيسة مؤسسة النشء الحديث بمحافظة عدن ومنسقة الاغاثة الطبية الدكتورة إشراق السباعي لـ"المستقبل".
الكويت لم تميز يوما في دعمها بين اليمنيين حتى قبل اعلان وحدة البلد فكانت مساعداتها السخية تطال شمال اليمن وجنوبه. هذا الامر يؤكده في حديثه لـ"المستقبل"، الشيخ فهد الطوسلي وكيل محافظة شبوة، الذي شدد على ان العلاقات اليمنية الكويتية لم تكن يوما الا جيدة.
وبالعودة الى زمن اعلان استقلال الكويت وتحديدا في العام 1963، فإن اليمنيين وقفوا موقفا مشرفا مع اخوتهم الكويتيين حين حاول عبدالكريم قاسم ان يضم الكويت الى جانب العراق فهب كل اليمنيين الموجودين داخل الكويت الى الحدود الكويتية مع العراق للدفاع عن الكويت بل وتخل غالبية اليمنيين عن مستحقاتهم لشراء سلاح للدفاع عن الكويت وقاموا بتأمين معظم المصالح الكويتية آنذاك. هذه العلاقة يصفها الدكتور نبيل الشرجبي استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء لـ"المستقبل"، بأنها واحدة من أقوى العلاقات التي ربطت بين قطرين عربيين منذ اللحظات الاولى لاستقلال الكويت.
ويقول خبير السياسي والمحامي الكويتي جليل الطباخ في حديثه لـ"المستقبل" ان العلاقات بين الكويت واليمن تاريخية وتعود الى مئات السنين ، وقد برهنت الكويت على وقوفها مع اليمن في العقود الماضية في احلك الظروف وساهمت بشكل مباشر في حل الخلافات السياسية التي حدثت بين شمال اليمن وجنوبه ، وكانت تمارس دبلوماسية متوازنه تجاه الشعب والحكومات اليمنية ، وذلك بما يحقق الاستقرار والامان لكافة اطياف المجتمع .
العلاقة زادت رسوخا في الوقت الحاضر مع مشاركة الكويت ضمن قوات التحالف لضرب مواقع الحوثيين والرئيس السابق صالح، ووعدها بإعادة إعمار محافظة عدن بعد الخراب والدمار الذي اصابها جراء الاقتتال. هذه المشاركة يقول عنها عبدالقادر سلام الأمين العام المساعد للحزب الناصري الديمقراطي اليمني، أنها جاءت نتيجة وحدة الدم العربي والتاريخ الواحد والمصير المشترك، مذكّرا بأن الكويت كانت تحرص على انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي.
ولأن الكويت بلد الخير فإن الشيخ حمد بن وهيط احد مشائخ قبيلة عبيده في محافظة مأرب وفي حديثه لـ"المستقبل"، أكد بأن اليمنيين لم يلمسوا يوما الا الخير من الكويت، وخيرات عطائها لم تستثن أحدا من اليمنيين وقدمت مساعداتها من دون مقابل واستفاد منها مختلف شرائح المجتمع اليمني.
علاقات اقتصادية غير محدودة
اقتصاديا، تتصدر الكويت البلدان الداعمة لليمن ولا زالت حتى اليوم، وهي الدولة الوحيدة التي دعت الى عقد مؤتمر اقتصادي لإنقاذ اليمن من حالة الفشل وقامت بتقديم المساعدات التنموية المختلفة ولم تشذ الكويت عن الاجماع الخليجي للمشاركة في عاصفة الحزم وكانت مشاركتها فاعلة وايجابية على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري.
هذا الدعم الكويتي السخي لليمن لم يتوقف يوما بحسب الشيخ فهد الطوسلي الذي قال ان المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية وغيرها ما زالت شاهدة حتى الان على هذا الدعم .
شماخ لـ"المستقبل": الكويت أول من أنشأ في اليمن مكتبا للمشاريع التنموية
المدير العام المساعد للقروض والمساعدات الخارجية في البنك المركزي اليمني أحمد شماخ يؤكد لـ"المستقبل" أنه لا يوجد في اليمن منطقة الا وشهدت مشروعا كويتيا "فهي الدولة العربية الوحيدة السباقة في انشاء مكتب للمشاريع الكويتية في اليمن والذي كان يقوم بالإشراف المباشر على إقامة المشاريع التنموية وخصوصا في الجانب التعليمي والصحي وفي مجال الخدمات كدعمها المستمر لجامعة صنعاء وإنشائها كلية الطب بجامعة صنعاء ومستشفى الكويت ومدرسة الكويت اضافة الى مشاريع اخرى في البنى التحتية كالطرقات والمشاريع العقارية والموانئ البحرية وفي المجال الزراعي والصناعي وفي مجال الخدمات كما قدمت الكويت القروض والمساعدات والهبات للحكومات اليمنية السابقة على مر العقود".
|