الوزير السوداني عبيدالله لـ"المستقبل": الخرطوم لن تنسى دعم الكويت لها اقتصاديا
الشليمي لـ"المستقبل": السودان تفتقر لادارة منتجة تحفّز الشراكة بين البلدين
الخرطوم- نصر الدين الجيلاني - الكويت - هادي العنزي: كثيرة هي الدول التي مرّت علاقاتها بالكويت بمرحلة انتكاسة ابان الغزو العراقي، لدعمها العدوان الصدامي. السودان لم يكن بعيدا عن تلك الدول، ولأن في السياسة لا توجد عداوات دائمة ولا صداقات دائمة، ولأن القومية والاخوة أكبر من العداوة، فإن البلدين تجاوزا في ما بعد تلك المواقف وشهدت العلاقات مرحلة انفتاح لم تصل حتى اليوم الى "مرحلة كمال العافية"، لكن يمكن اختصارها بأنه يتم العمل على تعزيز جسور التعاون بين البلدين لتصبح أكثر متانة.
الشليمي لـ"المستقبل": علاقات قوية ربطت الكويت بالسودان قبل الغزو
علاقات مميزة تربط دولة الكويت بالسودان وتُعتبر الكويت من اكثر الدول الخليجية الداعمة للخرطوم اقتصاديا، سواء من خلال القروض أو من خلال الاستثمارات الكويتية فيه.
الدعم الاقتصادي الكويتي للسودان تميز بشكلين: رسمي وشخصي. فعلى الصعيد الشخصي ما زال الجميع يتذكر دور السفير الكويتي السابق عبدالله السريع (رحمه الله) والذى اشتهر باسم (عبدالله جوبا) فى فترة عمله بالسودان في تقديمه المساعدات الإنسانية للسودان.
لكن هذه العلاقات وصلت الى القطيعة ابان الغزو العراقي بعد اعلان الخرطوم دعمها للمجرم صدام. الخبير الامني والاستراتيجي الدكتور فهد الشليمي وهو عقيد ركن متقاعد ولديه دكتوراة فى العلاقات الدولية و ماجستير علوم عسكرية يشرح في حديثه لـ"المستقبل" كيف كانت العلاقات بين الكويت والسودان متميزة قبل الغزو الصدامي الغاشم وذلك في تاريخ الثاني من اغسطس من العام 1990م ، وكان للكويت قبل هذا التاريخ علاقات سياسية واقتصادية قوية عبر مختلف المجالات.
الشليمي يضيف انه "على سبيل المثال لا الحصر نجد ان هناك مصانع كويتية للالبان ومصانع للسكر ومزارع تنتج العديد من الخضراوات والفاكهة.
كما احتضنت الكويت على ارضها العديد من ابناء الجالية السودانية قبيل الغزو ، وللعلم لم يكن على هذه الجالية اية ملاحظات ولم يعرف عنها ارتكاب المخالفات القانونية ، وكانت من افضل الايدي العاملة الاجنبية في البلاد".
الشليمي اشار الى ان العلاقات انقطعت بعد الغزو ، ووقوف الحكومة السودانية مع النظام العراقي المقبور انذاك، لكن المياه عادت الى مجاريها شيئا فشيئا حتى اصبحت على ماهي عليه الان، حيث امتدت جسور التواصل بين البلدين بفضل السياسة الحكيمة التي تقودها القيادة السياسية في البلدين.
الوزير عبيدالله لـ"المستقبل": الكويت اكبر داعم للسلام في الشرق
ويُمكن القول ان السياسة الخارحية للكويت لاسيما توجهاتها ومساعداتها للسودان وغيرها من الدول العربية والإفريقية تعتبر متميزة بحسب تصريح الوزير السوداني عبيدالله محمد عبيدالله لـ"المستقبل" الذي اكد ان الكويت حاليا هي أكبر داعم للسلام فى شرق السودان.
وأهم رابط بين البلدين كما يقول الوزير هو الرابط الديني معتبرا ان السحائب السوداء التى ظللت العلاقات فى وقت من الاوقات أتت فى إطار التكتيكات السياسية ولاتؤثر بأى حال من الاحوال بصلب تلك العلاقات الضاربة فى الازل ولكن لا يمكن أن نقول الان أن تلك العلاقة وصلت "مرحلة كمال العافية"
ويرى الوزير ان سفير السودان لدى الكويت محي الدين سالم أحمد يساهم بشكل كبير فى توطيد تلك العلاقة مشيرا الى انه أثناء تواجده فى الكويت شاهد بأم عينيه مدى التقدير والاحترام للسودان وللبعثة الدبلوماسية السودانية المتواجدة بأرض الكويت.
البشير: العلاقات تشهد انفتاحا كبيرا
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير أقر مؤخرا في تصريح صحافي بأن موقف بلاده من غزو الكويت أثّر على علاقات السودان بدول الخليج ولكن تلك العلاقات الان تشهد تغيرا كبيرا وتشهد إنفتاحا كبيرا.
ويتبادل الطرفان الزيارات الديبلوماسية لتبادل وجهات النظر في كل مستجدات المنطقة التي تهم الطرفين. وفي هذا الاطار وفي مايو الماضى بحث مدير معهد (سعود الناصر الصباح) بالكويت، الدبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارح مع وزير الدولة للشؤون الخارجية السودانى الدكتور عبيد الله محمد، العلاقات الثنائية حيث أكدا عمق العلاقات بين البلدين والشعبين.
وأفاد المعهد في بيان صحافي أعقب المقابلة بأن عبيدالله اتفق مع الشارخ على البحث في إمكانية التوقيع بأقرب فرصة ممكنة على اتفاق تفاهم للتعاون بين المعهد الدبلوماسي في كلا البلدين.
|