استمرار العدوان الصهيوني على الاقصى في الذكرى الـ46 لإحراقه

 فلسطين –مها عواودة: إحراق المسجد الأقصى المبارك عام  1969 ما تزال ماثلة في ذاكرة الفلسطينين الذين احيوا اول من امس ذكرى احراقه بدعوات طالبوا فيها بهبّة جماهيرية عربية نصرة للأقصى.
احراق المسجد
ففي 21 اغسطس عام  1969، أقدم متطرف يهودي يتبنى الفكر الصهيوني المتشدد ويدعى دينس مايكل على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه .
الحريق  طال مبنى المصلى القبْلي المبارك وأتت النيران على  منبر صلاح الدين الأيوبي الذي يعتبر قطعةً نادرةً مصنوعةً من قطع خشبية، كما طال الحريق مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ومحراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة أروقة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق.
 دعوات الى هبة جماهيرية
حركة المقاومة الشعبية  الفلسطينية دعت جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى هبة جماهيرية مشتعلة نصرة للأقصى وتوجيه مقدراتهم نحو الحفاظ على المقدسات بدلاً من الانشغال في قضايا تضيع الأجيال والبلاد.
وفي تصريح بالذكرى الـ 46 لإحراق الأقصى قالت الحركة:" إن جريمة حرق المسجد الأقصى لا يمكن أن يغفرها الشعب الفلسطيني لعدو البغيض وستبقى محفورة في الذاكرة لتكون المحرك الأساسي نحو استعادة المسجد المبارك إلى حاضنته الإسلامية الأصيلة ".
بدوره، اعتبر المتحدث باسم حركة فتح  رأفت عليان، في تصريح صحفي، إن الهدف الإسرائيلي من حرق المسجد الأقصى في مثل هذا اليوم من عام 1969 ما جاء إلا لفحص ردة الفعل العربية والإسلامية.
ووجه عليان رسالة للمجتمع الدولي، أكد فيها أن دولة العدو تمادت في جرائمها إلى حد وصل لحرق الأطفال والنساء، والمساجد والكنائس، دون أن يحرك العالم ساكناً وأن الفلسطينيين لن يرفعوا الراية البيضاء، وسيدافعون عن الأقصى حتى تحريره من العدو.
 البكاء على القدس كما الاندلس
 خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة، الخبير في شؤون الاستيطان قال إن:" الاستيطان اليهودي في القدس ، وصل إلى فصوله، الأخيرة وسنبكي على القدس كما بكينا على الأندلس، لأن تخاذل العرب والمسلمين في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، سهل على العدو عملية تهويدها".
وطالب التفكجي الفصائل الفلسطينية بضرورة الوحدة من أجل التمكن من التصدي للاعتداءات اليومية التي يشنها قطعان المستوطنين الإرهابين ضد المقدسات."
واتفق  مع التفكجي  د.حسن خاطر مدير مركز القدس الدولي وقال لـ "المستقبل" إن " من ارتكب جريمة إحراق الأقصى عام 69 كان شخص واحد والآن أصبحت هناك أكثر من 20 جمعية تقوم بنفس المهمة التي قام بها دنيس مايكل المستوطن الذي أحرق المسجد الأقصى من خلال مواصلة تلك الجمعيات المتطرفة التخطيط للنيل من الأقصى سواء كان ذلك بعمليات اقتحام أو التخطيط لهدمه وإقامة  الهيكل الثالث المزعوم  ".
وتابع : الأحداث التي صاحبت أحداث حرق الأقصى الآن هي أصعب والمخاطر تحدق بالأقصى من جميع الاتجاهات وقد نصحو يوماً ونجد الأقصى عبارة عن ركام نتيجة الحفريات من قبل العدو التي نخرت أساساته.
وتأتي هذه الذكرى والمسجد الأقصى يتعرض لحملة تهويد مسعورة وتدنيس مستمرة واقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، بتزامن مع محاولات إسرائيلية لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
في المقابل، يواصل المرابطون التحدي لمثل هذه الهجمات من خلال التصدي للمتطرفين اليهود كما حصل يوم أمس الخميس، حيث اعتقل الاحتلال بسبب ذلك ثلاث من النساء والفتيات المرابطات.
عدوان متواصل
العدوان على المسجد الأقصى ليس محصورا على هذا الحريق، فمجازر العدو في تسعينيات القرن الماضي  وعام 2000م  حين اقتحم المتطرف شارون الأقصى وأشعل ذلك الانتفاضة الثانية ليست بعيدة، كما أن حفر الأنفاق ما زال مستمراً، فالانهيار الذي وقع في بلدة سلوان مؤخراً كشف عن شبكة أنفاق متوجهة إلى المسجد الأقصى المبارك في ظل تقديرات بأنها وصلت تحت قبة الصخرة المشرفة .
فالأقصى في ذكرى حرقه يستصرخ أفئدة الأمة الإسلامية  وكل من يتحدثون عن حماية التراث العالمي للتحرك، لحمايته من التزوير والتهويد والتدمير الذي يهدف لطمس هويته والنيل من عروبته. "/المستقبل/" انتهى ل . م