"مكافحة الإرهاب يجب ان يسير على كافة المستويات"
السعودية-عمر غالب: العالم كله في دائرة الاستهداف الإرهابي. واقع ينسجم مع الاحداث التي يمر بها العالم حالياً، فيما يجمع مختلف الخبراء على انه لن تتوقف مآسي الارهاب إلا بمزيد من التكاتف محلياً وإقليمياً ودولياً لصد عدوانه.
الرويشد لـ"المستقبل": تجريم الفكر التكفيري
خطر الارهاب يحدق بالجميع، ولهذا تحرص أغلب دول العالم من خلال مواجهتها للإرهاب والجماعات الارهابية على تطوير جهودها وأساليبها في ملاحقة الأطراف المتورطة في مثل تلك الأنشطة وتقديمهم للعدالة ليأخذوا جزاءهم المستحق.
وفي هذا السياق، يقول عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية الدكتور علي بن مدالله الرويشد في تصريح خاص لـ"للمستقبل" أن مكافحة الإرهاب وضبط المتورطين يجب ان يسير على كافة المستويات.
الرويشد يسوق مثلا على ذلك مشيرا الى الى مستوى التشريع والقضاء في المملكة العربية السعودية حيث تم إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضايا الإرهاب تحت مسمى المحكمة الجزائية المتخصصة, كذلك استحداث دائرة مختصة في هيئة التحقيق والإدعاء العام تحت مسمى" دائرة قضايا أمن الدولة " لتتولى التعامل مع مثل هذه القضايا وتوفير جميع الضمانات التي توفر للمتهمين في قضايا الإرهاب وتمويله محاكمة عادلة بما في ذلك حقهم في الدفاع عن أنفسهم وتعويض من تثبت براءته منهم .
وضمن مواجهة الارهاب، يذكر الدكتور الرويشد بأنه صدر مؤخراً نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله وذلك في إطار تطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بالجرائم الإرهابية وتكثيف برامج التأهيل والتدريب للجهات الأمنية المعنية بالمواجهة الميدانية المباشرة واعتماد عدد من الآليات لمكافحة عمليات تمويل الإرهاب ومواجهة وكشف المتورطين، وتعكف الدولة حالياً وعبر أجهزتها المعنية على إقرار عقوبات لجرائم الإرهاب وتمويله.
تكثيف المحاضرت التوعوية
اما على صعيد الجهود الحكومية، يشير الرويشيد الى ان وزارة الشؤون الإسلامية كثفت من المحاضرات والدروس الدعوية والتوعوية في المساجد لبيان خطأ الفكر التكفيري وتحريمه وتجريم من يعتنقونه ومن يرتكب أعمال العنف ضد المسلمين والأبرياء ومقدرات الوطن.
من ناحيتها، وزارة التعليم بذلت جهوداً مكثفة كما يقول الرويشد لتوعية الطلاب والطالبات بخطورة الأعمال الإرهابية وحرمتها في الإسلام والآثام التي تقع على مرتكبيها وحث المعلمين والمعلمات على توعية الطلاب والطالبات بذلك وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وغرس حب الوطن وطاعة أولياء الأمر في نفوسهم كما ركزت على تعزيز الأمن الفكري وخصصت يوماً دراسياً كاملاً خلال العام الدراسي لإقامة معرض في كل مدرسة للبنين والبنات عن الإرهاب والأعمال الإجرامية .
ولم تغفل هيئة حقوق الإنسان الرقابي عن هذا الموضوع. ويوضح الرويشد انها حريصة أشد الحرص على التعاون مع كافة الجهات المعنية سواءً الحكومية أو غير الحكومية، في القضاء على الجريم الإرهابية ، والمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة لمكافحته بعد تشخيص المشكلة وبيان أسبابها، وللهيئة تعامل مباشر مع الموقوفين في السجون الأمنية ، والمتهمين بمثل هذا النوع من القضايا ،فهي تلتقي بهم بشكل مستمر.
الرويشد يلفت الى ان هناك تنسيقا بين الهيئة وكافة الجهات المعنية لتحقيق الضمانات اللازمة لهم، في مرحلتي التحقيق والمحاكمة ، كما أن الهيئة معنية بحضور محاكمات هؤلاء الموقوفين، وتقوم بإعداد تقارير دورية شاملة ترفع لمقام خادم الحرمين الشريفين بشأنهم .
الأسرة..نواة المواجهة
وبرأي الرويشد، فإن الدور الاكبر لحماية الشباب من الفكر المتطرف والضال يقع على الاسرة ولهذا اهتمت أغلب الدول بحماية الاسرة عن طريق التوعية والإرشاد لان المواجهة الاولى تبدأ من داخل الاسرة .
اما الدور القوي لحائط الصد الثاني بعد الأسرة، فهم رجال الأمن، بحسب الرويشد، والذين يخوضون بكل شرف المعركة ضد الإرهاب لضبط الخلايا الإرهابية، ومن هنا اهتمت الدول برجال الامن واحتضنت أبناء الشهداء منهم وأسرهم، واعتنت بالمصابين منهم، حتى نال رجال الأمن شرف ثقة القيادات في قدراتهم وشجاعتهم وتقديرها لتضحياتهم بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن بلادهم، وصون أمن مواطنيها ومقيميها. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|