في الحروب .. تلك الحروب المدمرة اللئيمة .. تلك التي تصنعها عادة الدول الكبيرة ، وتشعلها دائما الدويلات الصغيرة .. ويحيا فيها أصحاب المؤامرات الدنيئة .. ويموت فيها الكبار والصغار وتندثر أحلامهم البريئة ...
في الحروب ثمة شخص لا يتألم ..بل أكثر من ذلك ، ربما يتلذذ بما يشاهد من مأساة من الصعب تتكرر ثانية ...
ألحروب لم تعد كما كانت في السابق ، وهي لم تكن الا لتقتل ..لكننا كنا نقرأ ونسمع ونشاهد بأن في الحرب عادة لا يموت إلا الجنود .. فقط الجنود... برغم عدم تطورهم في السابق الا ان الطائرة عندما تمتطي الفضاء، فهي بذلك تقصد هدفا ما .. ولا يشدها مطلق هدف سواه .. والدبابة عندما تقصف فهي تقصد هدفا عسكريا ما .. حتى الجندي عنما يصوب بندقيته فهو لا يفعل ذلك الا بعد أن يتأكد من عداء من هو امامه وإن رفع له منديلا ابيضا لن يتوانى عن تلبية نداء اخلاقه في السماح لعدو بتسليم نفسه ومعاملته معاملة جيدة .. لكن ماذا حدث .. حتى تبدلت اﻷشياء الى هذا الحد .. أليوم في الحرب يموت حتى من لا يسمع الرصاص .. ويحترق من لا يرى النار ..
ويهرب نحو الموت والذلة حتى من يطارده احد... مئات اﻷلاف من اطفال اليوم هم ضحايا حروب لا يعرفون شيئا عن أسبابها واهدافها وابعادها .. كذلك النساء اللواتي كن يقفن امام المرايا ليتابهين بجمالهن هن اﻷن أسيرات الحزن والخوف والموت والبكاء ..والشباب الذين يشكلون حصانة البلد وقلبه النابض..هم اليوم على الجبهة يطلقون النار على عدو تم استبداله بآخر .. ليجدوا مع الوقت بأنهم كلما اصابوا أحدا هناك ، نزفوا هم هنا .. وكلما قتلوا احدا هناك.. زاد قبرا جديدا هنا .. وكلما بكت ام هناك مسحت ام دمعها هنا .
الحروب تغيرت كثيرا .. لا نعرف اهي تطورت كثيرا .. ام انها انسانيتنا هي التي تراجعت ..
الحروب المدمرة ..اﻷكثر فتكا وموتا ودمارا ...نعم الحروب ...
|