عندما نعرض قضية ما، أو نناقش مشكلة أو خلافاً بين طرفين سياستنا هي «الحياد في الموقف» حتى يتبين لنا الحق، وعندما نرتكز الى اليقين نقول ما علينا قوله، انطلاقاً من القاعدة التي نتبناها ونؤمن بها في «جريدة المستقبل»: «لايوجد عن يمين الحق ولا عن شماله إلا الباطل..»
وما نقوله وما نوصي به الآن هو التروي والهدوء، بعيداً عن الاستفزاز والمبالغة وفي منأى من المناكدة والكيد والتجني.
والمشكلة الحاصلة بين الهيئة العامة للزراعة وبين بعض النواب بالنسبة لنا هي قضية لا نعرف عنها ما يكفي لأن نتخذ موقفاً اعلاميا منها، ولذلك حملنا اسئلتنا وتوجهنا الى المعنيين لنسألهم، نشكر من تجاوب معنا.. وكنا نتمنى من الجهة المعنية في الهيئة العامة للزراعة أن يكون لها تفسيرها لهذا الأمر تجاوباً مع طلبنا، إلا أن رفضهم ادهشنا.. «المستقبل» تصدر حاملة الحقيقة للقراء ولسنا بصدد اطلاق النار على احد ونقول ذلك ونحن نتمنى ان تنقضي الخلافات الى تفاهم من حيث أننا لسنا طرفاً في مواجهة طرف آخر، ولا نهدف الى نصرة طرف على طرف همنا ان تسود المحبة ويعم الوئام ويتحقق التكامل من أجل الكويت.. لذلك نكرر ونقول للهيئة العامة للزراعة «ذهلنا بكم» لأن هذا الملف.. هو ملف رأي عام وليس أمراً يعنيكم فقط أنتم لترفضوا التصريح لنا عن هذا الموضوع. وتفاصيل ما توفقنا به من معطيات تجدونها ادناه:
الكويت - أحمد الحافظ- الحيازات الزراعية باتت قضية شائكة ومتشعبة بعد أن أثارتها وسائل الاعلام وتبناها اكثر من نائب في مجلس الامة. قضية قيل فيها أن هناك تجاوزات رصدتها اجهزة الدولة الرقابية، واعترف وزير الزراعة ومسؤولين في الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بهذه التجاوزات.
وتتلخص قضية الحيازات الزراعية بحصول بعض المواطنين على الحيازات رغم انهم لا يملكون اصلا اية انواع من الماشية اي انهم حصلوا عليها من دون استيفاء الشروط. أما عدد اصحاب الاختصاص في مجال تربية الحيوانات من المواطنين فقليل، وهم يحصلون على الدعم الكافي.
التعاطي القانوني مع قضية الحيازات يحمل الكثير من الضبابية ويضع اصحاب الحيازات في حيرة. فمنذ شهر تقريبا صدر قرار عن الهيئة العامة للزراعة تم السماح بموجبه بتحويل جميع الحيازات الزراعية والتعامل بها ولكن صدر لاحقا قرارا قضى بوقف تحويل وفرز وبيع جميع الحيازات الزراعية في جميع مناطق الكويت بما فيها الجواخير، مما طرح العديد من التساؤلات حول هذه الخطوة.
"المستقبل" حاولت الوقوف على رأي هيئة الزراعة ازاء ما جرى ويجري خصوصا ان رئيستها نبيلة الخليل تدور حولها الشبهات ومتهمة بتنفيع اقاربها، الا ان الهيئة رفضت التعليق، أما النائب عبدالله المعيوف فهاجم عبر "المستقبل" الوزير العمير واتهمه بأنه لا يكترث لتوجيهات مجلس الامة، بينما انتقد رئيس اتحاد المزراعين الكويتيين هادي الوطري في حديث خاص لـ"المستقبل" اجراءات مجلس الامة بخصوص قضية الحيازات مؤكدا بأن "أهل مكة ادرى بشعابها". فما الذي جرى بقضية الحيازات؟
مجلس الامة يتحرك منعاً للاستغلال
إزاء الضبابية التي تطال كافة جوانب القضية واستغلال البعض للحيازات من دون وجه حق، أقدم مجلس الامة وكرد فعل سريع، على اقرار اقتراح بقانون بشان اضافة مواد (5 مكررا و5 مكررا (أ) و5 مكررا (ب)) الى القانون رقم 94 لسنة 1983 الخاص بانشاء الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، حيث أعاد هذا التشريع القيمة القانونية للمادة 16 من الدستور والتي تنظم الحقوق الفردية المتصلة بالثروات ذات الوظيفة الاجتماعية والوطنية.
ونظرا لعجز القانون رقم 94 لسنة 1983 في مواجهة الاستغلال السيء الذي يقوم به بعض أصحاب الحيازات الزراعية والحيوانية والسمكية المخصصة لهم من أراضي وحيازات من قبل الهيئة العامة لشئون الزراعة والثروة السمكية للقيام بدعم الأمن الغذائي في البلاد، فقد جاءت التعديلات على هذا القانون لتقضي على سلبيات تطبيق القانون ولتدعم الجادين في إستغلال مثل هذا الحيازات، وذلك بمنح المخصص له فترة ثلاثة أعوام لإثبات أنه حقق إنتاجا زراعيا أو حيوانيا أو سمكيا فعليا.
كما أضاف التشريع مادة تمنع التنازل أو الإنتفاع أو الإستثمار أو إيجار الحيازة بين الأفراد أو الشركات أو المؤسسات إلا بعد خمس سنوات على استغلالها بالشكل الذي رسمه القانون، على أن يلتزم المتنازل له بمواصلة الانتاج وتطويره.
كما نصت التعديلات على غرامة مالية للمخالفين لا تزيد على 10 الاف دينار كويتي مع إلغاء الترخيص الإداري وسحب الحيازة.
|