كتب خالد الغربي: سريعاً، فتح توقيع الاتفاق حول الملف النووي الايراني الذي وقع قبل شهر بين الغرب وايران، الآفاق لمسارات جديدة في المنطقة تتسم بالحوار، وفيه ايضا إعادة الاعتبار للحوار الاقليمي والدولي حول الملفات المتفجرة في الوطن العربي مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان....، حيث تلوح في الافق تسويات سياسية واتفاقات تطبخ في مطابخ القرار.
واذا كانت الحلول والمعالجات السياسية للأزمات والحروب أمر ايجابي ومطلوب لوقف مسلسل الدمار والخراب والقتل الجماعي، غير ان ما يلوح في الافق من مشاريع حلول ومن أفكار لحل ازمات متفجرة يشير الى انها حلولا لن تكون حلولا نابعة من مصالح الشعوب وربما تُفرض وفقا لما تقتضيه مصلحة القوى الاقليمية والدولية، فيما يعد الحل الحقيقي الوطني هو الذي لا يفرط بتماسك النسيج الوطني والاجتماعي ويحمي الحقوق والسيادة الوطنية والشعبية.
تركيب السلطة على اسس عرقية وطائفية
المحلل السياسي اللبناني محمود الصلح طرح عبر صحيفة "المستقبل" تساؤلات عدة حول هذا الموضوع، سائلاً:"من يحمي الهوية الوطنية في كل بلد عربي يشهد اليوم اضطرابات واقتتال دموي؟ واي مستقبل للكيانات السياسية القائمة في ظل تنامي دعوات الانفصال والمطالبة بإعادة صياغة وتركيب السلطة الوطنية على اسس غير وطنية تتعارض مع الديمقراطية التي هي نقيض التعصبية والعصبيات وبخاصة العصبيات الاثنية والمذهبية؟".
الصلح يشير الى ان "التعددية السياسية والاجتماعية أمر بنّاء وضروري، بينما التعددية القائمة على مصالح فئوية وطائفية وقبلية تضر بالسلطة وبمركزية الدولة لابل تقيم دويلات داخل الدولة".
المحلل السياسي الصلح يشرح اللحظة السياسية الحرجة التي تمر بها المنطقة قائلا: " ما يلوح في الافق من مبادرات لحلول سياسية قد لا يضمن بقاء دول كما هي، ومام طروح من مبادرات يستبطن التتفتيت الحتمي وتقسيم الدول المضطربة سواء أكان هذا التقسيم عاموديا يطال بنية المجتمع والوحدة الوطنية والتماسك أو تقسيما افقيا يطال الوحدة الجغرافية للدول".
اتجاه نحو "الكونفدراليات"
الكاتب السياسي اللبناني يشير الى انه من دواعي الأسف اننا سنشهد مستقبلا يتجه الى قيام انظمة من الحكم قائمة على ما يشبه اقامة "كونفدراليات" على مستوى الحكم . فالمشاركة الوطنية في الحكم التي نُودي بها على اساس اشراك قوى واحزاب سياسية وفئات شعبية في الحكم لم تعد مطروحة. ما هو مطروح في سياق الحلول والأفكار المقترحة هو مشاركة كتل طائفية ومذهبية واثنية وعشائرية انطلاقا من موقعها الطائفي العشائري غير الوطني في ادارة الحكم وتكريس ذلك في الدساتير الجديدة المقترحة.
ويتابع:" كذا ستتكون الدولة القادمة. كل مكون من المكونات الطائفية تديره، او هو تابع، لدولة ومرجعية اقليمية ودولية يمثل مصالحها داخل الدولة المفترض انه منتمي اليها. دول الاقليم والدول الكبرى تتشارك عبر هذه الادوات المحلية في حكم هذه الدولة أو تلك" .
|