في لجج البحر غرقت واسلمت الروح لبارئها. ماذا كانت تحلم؟ ماذا كانت تخطط؟ ما هي أمنياتها؟ كل هذه الاسئلة لم تعد مهمة، اذ ماتت كل امانيها واحلامها لحظة أصدر والدها قرار الموت بحقها.
هو لم يقتلها كالمجرمين، لم يذبحها لم يطلق الرصاص عليها، لكنه قتلها. كيف؟ ذاك سؤال سيُدمي قلب والدتها بلا شك العمر كله بعد ان ماتت ابنتها على مرأى من عينها وهي ترى قساوة قلب اب رفض انقاذ ابنته والسبب تمسكه بعادات وتقاليد بالية خسر بسببها حياة ابنته.
الابنة واثناء لهوها على احد شواطئ دبي غرقت، استنجدت، صرخت سمع الاب لكنه لم يستطع انقاذها اذ انه لا يجيد السباحة، ورغم ذلك منع المنقذين من نجدتها حتى لا يلمس رجل جسد ابنته. قالها بالفم الملآن: اهون عندي أن تموت ابنتي من أن يلمسها رجل غريب. حاول المنقذون عدم الخضوع له لكن ببنيته القوية وجسده الطويل منعهم من انقاذها. ماتت الفتاة، ولكن كيف نظرت الى ابيها في آخر لحظات حياتها؟ هل كرهته؟ هل عاتبته؟ هل رجته؟ هل استنجدت به؟ هل طلبت منه الرأفة بها؟ هل أحست بقسوته؟ هل توقعت فعلته؟ هل تفاجأت بأنه قاتلها؟ أم أنها رحلت بصمت ولم يكن لديها الوقت الكافي لتفكر بمزايا والدها السيئة؟. هي رحلت ولم يعد ينفعها لوم لابيها ولا عقاب. فالوالد الذي لم يأبه لموت ابنته امامه بالطبع لن يأبه للمحاكمة التي سيتعرض لها جراء فعلته، لذلك على الاباء الذين ما زالوا يحملون الكثير من العادات البالية التي لا ترحم، ان يتفكروا قليلا بها، ان يعيدوا مراجعتها، ان يدركوا ان حياة الانسان اغلى من كل المفاهيم البشرية التي وضعها الانسان لا سيما اذا كان ذاك الانسان هو فلذة كبده. حتى الدين لا يحرّم انقاذ الرجل لاي إمرأة تتعرض للخطر، فلماذا نحاول ان ندّعي الشرف اكثر مما أحلّه الله بل جعله فرضا علينا؟ فمن المؤكد ان هذا الرجل سيُحاسب امام الله كمجرم كقاتل لأن الابنة ماتت ولم تغفر لوالدها فعلته. ولن يغفر له المجتمع كله فعسى ان لا تتكرر التجربة مرتين.
|