اليوم سنهمس في أذن المتطرفين، برفق، وبالتي هي أحسن: أن الدولة الإسلامية وهم كبير، لا وجود له، لا في القرآن ولا السنة، بصحيحيْها وأصحّائها، من الترميذي وابن ماجة والبخاري ومسلم..والكليني والطرابلسي ..لا وجود لـ»دولة الله» بعد الرسول عليه الصلاة والسلام، الذي كان رئيس الدولة الإسلامية الوحيدة التي عرفتها الأمة الإسلامية والأخيرة..
نعرف قيمة القول، ومدى استفزازه للعقول الصغيرة، ولكنها الحقيقة المرة التي يعرفها «المؤدْلِجون» ولا يصير حطبها إلا الغُر الميامين، أما القيادات من درجة خليفة ورئيس الحسبة وقائد الجيش، يعرفون حق المعرفة أن هناك شعارات تقال للناس، رغم أنها جوفاء، إلا أنها «تحنط العقول» وتجعلها كعقول العصافير التي ما أن تفلت الفخ المنصوب لها حتى تعود إليه في غباء فطري.
الدولة الإسلامية، شعار خاوي مثل «شعار الإسلام هو الحل» الذي استثمره الإخوان المسلون طيلة عقود، ومثل شعار: «الشيطان الأكبر»، الذي رفعت إيران عقيرتها به لحوالي أربعين سنة، وفي الأخير عانقت الشيطان رغم غوايته لها بالجنة رغم النار.
كيف يكون الحكم في الدولة الإسلامية؟ من يأتينا بقانون الضرائب، ومن يفصل لنا الحرية في الإسلام ماذا تعني؟ ومن ينظم صفوف الجيش؟ ومصالح الأمن؟ ليس في القرآن والسنة ما يسهل عملية إنشاء «دولة إسلامية»، لأن كما قال الرسول: أنتم أدرى بشؤون دنياكم..
لذا..لابد من إيقاف العبث بأرواح الناس، وعقول السذج، فالله الذي بعث محمدا لو شاء لأنشأ الدولة الإسلامية بقوانينها العامة والخاصة، ولأوحى للرسول أن: «ولِّ فلانا أو فلان»، بدل أن يترك الأمة للاختيار وتقديم من يستحق.
في عصرنا حيث، تعداد الناس، والمسلمين أكثر من عهد الرسالة، يصعب تبني الشورى كأسلوب للحكم، لأن الشورى تكون في جموع مغلقة، أما اليوم حيث المسلمون في كل مكان، كيف يُستشارون؟ دون أن يشعر بعضهم بالغبن؟ ثم هل في القرآن أو في الكتب الصحاح ما يشرح آليات الشورى؟ وكيف تتخذ القرارات بناء عليها؟ وقد رأينا أن الخلاف الأبدي بقي عالقا إلى الأبد، منذ اجتماع «سقيفة بني ساعدة» حيث اجتمع من اجتمع، واعترض من اعترض، في أولى ثلاثة أيام بعد وفاة الرسول، فكيف بأربعة عشر قرنا من الصراع، بين مذاهب تعتبر نفسها على الحق، وغيرها ضال؟
|