نعم أنا مستعجل فلا تسرع انه من اكثر اﻷقوال قوة وحكمة وروعة وجمالا .. ولو تأملنا به جيدا ، لو دققنا به لعرفنا كم هو صحيح ويستحق ان يصبح قاعدة ثابتة في موضوع السرعة والسلامة ، السرعة من بابها الثاني اﻷوسع واﻷصح ... نعم انها معادلة صحيحة وحقيقية وأثبتتها تجارب الحياة الواقعية.. بعيدا عن النظريات التي تحتاج لمن يثبت صحتها.
إذا بالتأني السلامة وبالعجلة الندامة ..فمن منا لم يحصل معه حادثة تنسجم مع هذه الفكرة... وكم مرة نفعل الشيء مرتين فقط بسبب السرعة ... وكم من مرة نجد بأننا أظلينا الطريق ، فنظطر للرجوع مسافات طويلة لتصحيح الخطأ الذي سببته وصنعته السرعة .. وكم مرة وصلنا الى حيث نريد لنتأكد بعد لحظات بأننا نسينا أهم ما نحتاج في مشوارنا حيث كنا ..فنعبر المسافات ربما الطويلة جدا ..فقط لتصحيح الخطأ الذي أنتجته السرعة ..
ومن جهة ثانية بسبب التسرع يفقد اﻹنسان تركيزه ولا يعود قادرا على السيطرة وتدبير اﻷمور وأخذ القرارت الصحيحة ، وقد خلصت دراسة مؤخرا وتعبر هامة جدا، قام بها أخصائيون من جامعة فاندربيلت الأمريكية تقول ان الدماغ يتحول للعمل بطريقة خاصة وغير مسؤولة في حال وقع الشخص تحت تأثير موقف ما يجبره على اتخاذ القرارات السريعة، مما سيؤدي حتما الى ارتكاب اﻷخطاء التي ربما قد تكون كارثية ....
ويقول أولئك العلماء المشرفين على الدراسة إن «المبادلة بين السرعة والدقة وجه عالمي لصنع القرارات .. ويستخدم الدماغ هذه الطريقة الأساسية نفسها بالنسبة للقرارات السريعة»......
لنعطي مثالا دقيقا جدا وصحيحا وقد لا يكون هناك جدال عليه .. أحد المتحمسين جدا في احدى سيارات اﻹسعاف ، إن تعاطف بشكل مبالغ فيه مع إحدى الحالات التي من الضروري ان يصل فيها بأقصى سرعة الى المستشفى فربما قد يضيف سببا جديدا للمريض في دخوله المستشفى بعد حادث قد يكون مميتاً، الدماغ ان اجهدناه ووضعناه مباشرة امام اﻹختبار ..سنجده غير قادر على السيطرة تحديدا في أخذ القرارات .. وقد نجح العلماء بالتوصل الى هذه النتيجة من خلال إخضاع قرود لتجارب، خلصوا على إثرها الى ان نشاط الدماغ العصبي يصبح في أقل مستوياته حين تتطلب حالة معينة اتخاذ قرار سريع ...
نعم في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.. لماذا لا يكون الشارع مدرسة حقيقية لنا ، نتعلم منها أصول التعامل مع الكثير من مخاطر الحياة التي ﻻ تنتهي ...
|