بقلم أريج سلمان
حين مدّ الليل يده .. وبعد سحب النهار آخر نقطة ضوء له..أطفأت ليلى سراج السهر ..واطلقت فرس جسدها في فضاء النعاس ..ونامت بشغف وتعب وكأنها لم تنم من مئة عام ... لم يستطع قمر ذاك الليل بكل اسراره على ابقائها ساهرة ..ولا حتى إصرار اهلها على مشاركتهم سهرتهم المليئة بالأحاديث الخاصة الجميلة ... أريد النوم ..دعوني انام ..هذا ما قالته بلسان ثقيل ..قبل ان يكتمل غرقها .....نامت ليلى ...نامت....نامت ....فجأة تفتح نافذة غرفتها ..تنهض مذعورة ..تركض لتصرخ تسقط أرضا ..من أنت ..ووجهت سؤالها لذاك الشاب الواقف أمامها ..وكان جوابه بعد ان انتزع شالا كان قد لف به رأسه كي لا يعرفه أحد ..أرجوك اسكتي ..أرجوك لا تصرخي ..أنا وسيم..أجابته مستغربة مندهشة ..جارنا وسيم ..ولما أنت هنا..ماذا تفعل وماذا تريد ..أنا أحبك يا ليلى ..جملة جعلت دخوله من النافذة يخفف عنه الجرم . ..لكنها طبعا لم تقر باﻷمر وخبأت تلك الفكرة التي داهمتها للوهلة اﻷولى ..تحبني ..!! وهل هذا يجعلك تدخل من النافذة بهذا الشكل كما اللصوص ..ماذا لو رآك أحدهم ..ماذا ستقول له حينها ..أو ماذا سنقول له .. لكن وسيم لم يعبأ كثيرا لكﻻم ليلى وجلس على طرف سريرها ..وقال لها ..ما بداخلي من حب لك ..يجعلني أقفز فوق كل أسئلة الكون ..وهل الحب لا يجعلك تنتظر للغد فتأتي وتقول لي كل مشاعرك بعيدا عن كل هذا التوتر والخوف ..اجابها بصوته الواثق ..قلبي قال لي اذهب اﻷن وقل لها مشاعرك وأحاسيسك..لا تجعل ليلة واحدة تمضي دون ان تكون ليلى حبيبتك ..لكن ماذا عني ..ماذا عن مشاعري ..ألا تريد ان تعرف ..قال لي قلبي انك حبيبتي ..وانا أصدق كل ما يقوله لي قلبي ..إسمعي يا ليلى ..سأحبك اليوم ...سأحبك غدا .. سأحبك حتى أخر لحظة في عمري ..ولن أرضى ولن أسمح إلا أن تكوني حبيبتي.... كان كلما تكلم وسيم استسلمت ليلى أكثر ..وهذا الحب الذي يجعل أحدهم يطير من النافذة حتما هو حب غير عادي ..ولكي تصدق ليلى ما تراه امامها سألته ..لكنني كل يوم أراك تمر بقربي ..فلا تنظر إلي .. حتى إنك لم ترم السلام يوما ..فإبتسم وسيم وقال لها مبتسما ..وهل كنت أستطيع الوقوف امامك والنظر إليك ..يا الهي ..ربما اسقط أرضا ان وقفت امامك وتعمقت بسحر عينيك الصارختين جمالا ..أنا كلما أراك أشعر بأني لست أنا ..أتلعثم ..أغيب ..أضيع .. إذا كيف استطعت ان تفعل هذا اﻷن سألته.. اجابها ليمحو كل ترددها ..ﻵنك اليوم حطمت آخر قلعة بيني وبينك ..وقتلت آخر جندي عندي .. حين مريت بجانبي ولم ترفعي رأسك نحوي ..لكنه عطرك صفعني في اقصى الروح ..وجمالك اخذ مني كل ترددي وخوفي ومخاوفي ..أحبك يا ليلى ..ولن أخرج من غرفتك قبل ان اسمع منك كلمة ..تؤكدين لي فيها ..بأنك ستسمحين لي ان احبك ..وبعدها قولي لي ما تشائين .. |