شرارة الانتفاضة الثالثة  تلوح في الأفق في فلسطين المحتلة

فلسطين –مها عواودة : تصاعدت حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة على اثر مواصلة قوات العدو لعدوانها على الشعب الفلسطيني. سياسيون فلسطينيون توقعوا اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في القريب العاجل بسبب ممارسات قوات العدو من قتل ضد الفلسطينيين ورد الشبان الفلسطينيين عليها  بعمليات الطعن  وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على دوريات قوات العدو.
 كذلك تصاعد الغضب الشعبي الفلسطيني بعد الجريمة البشعة التي ارتكبها قطعان المستوطنين قبل عشرة أيام بحق عائلة دوابشة في قرية دوما بنابلس مما أسفر عن استشهاد الأب سعد ونجله على بعد إصابتهم بالحروق فيما أصيبت الأم بجروح بالغة .
عملية طعن لمستوطن برام الله
فقد استشهد  شاب فلسطيني  مساء الأحد الماضي  بعد إطلاق النار عليه من قبل جنود العدو بعد أن نفذ عملية طعن مستوطن بالقرب من مستوطنة موديعين غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة .
وبحسب ما قالته قوات العدو فإن الشهيد أنس منتصر طه "26"عاماً  حاول الهرب بعد قيامه بعملية الطعن فأطلقت النار عليه.
وفي الغضون، قال تقرير لقوات العدو أن وتيرة المقاومة الفلسطينية تصاعدت بشكل كبير في الضفة الغربية المحتلة حيث سجل فقط خلال الأيام القليلة الماضية نحو 25 عملية إلقاء لزجاجات حارقة على قوات العدو التي تواصل حالة الاستنفار القصوى في صفوف قواتها لإخماد الانتفاضة الفلسطينية ومواجهة المسيرات التي ينظمها نشطاء فلسطينيون في مناطق التماس في الضفة الغربية .
العدو مرعوب من العمليات الفردية
تقرير إسرائيلي وثق وقوع أربع عمليات طعن، بعد جريمتي دوما وحرق الدوابشة، أصيب خلالها ستة مستوطنين، وسط خشية إسرائيلية من ظاهرة "المقاوم الفردي ".
وبحسب التقرير فإن تقديرات قيادة قوات العدو  تؤكد الرغبة لدى الطرف الفلسطيني بالرد على جريمة دوما في حين ذكرت صحيفة  "معاريف"  العبرية نقلاً عن مسؤول أمني  في قوات العدو  قوله إن "سلسلة العمليات التي نفذها الفلسطينيون، تمت من قبل أفراد، بدون بنية أو تنظيم محدد" .
وتؤكد قوات العدو أن العمليات الفردية  كما تقول الصحيفة تشكل مشكلة، لا توجد لها حلول سحرية خاصة عندما يستقل شخص  ما سيارته ويقرر تنفذ عملية ضد جنود العدو.
هذه العمليات ولّدت لدى قوات العدو مخاوف من عودة ظاهرة المقاوم الفردي غير المرتبط بتنظيم محدد، ما يجعل مهمة جمع معلومات استخباراتية عن خلية منظمة شبه مستحيل، فضلاً عن صعوبة إحباط العمليات ذات القرار الفردي.
الانتفاضة الجديدة واقعة لا محالة
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض يقول لصحيفة "المستقبل " إن "الانتفاضة الفلسطينية المقبلة لن يقودها أحد لأنها تختمر في نفوس الشباب الفلسطيني الذي ضاق بممارسات العدو اليومية بحق الشعب الفلسطيني وأن الانتفاضة الجديدة واقعة لا محالة  في ظل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني".
العوض أكد أن حكومة اليمين المتطرف في دولة العدو توفر البيئة الخصبة لاندلاع انتفاضة جديدة من خلال ممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني وأن جريمة حرق عائلة دوابشة في قرية دوما بنابلس خلقت حالة من الغضب والغليان ترجمت لمسيرات ومواجهات مع قوات العدو في أكثر من محور ,وحالة الغضب تلك ستتدحرج بكل تأكيد لمواجهة شاملة مع قوات العدو التي تمارس كل أشكال الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني" .
مراقبون يرون أن الانتفاضة الثالثة الفلسطينية سيكون لها زخم واسع على كافة الأصعدة خاصة في ظل تحميل المجتمع الدولي لحكومة العدو المسؤولية عن انهيار مفاوضات السلام واعتراف أقطاب في المعارضة في دولة العدو من أن نتنياهو يقود دولة العدو لخسران الضفة الغربية في إشارة لتغير المناخ الدولي الذي قد يجبر العدو على الانسحاب من الضفة الغربية في المستقبل . "/المستقبل/" انتهى ل . م