Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2015-08-05 13:15:30
عدد الزوار: 7901
 
أطفال الشوارع .. ظروف قاسية أجبرتهم على غوص عالم لا يشبه احلامهم
 
 

تتقدم طفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات، وترفع قامتها لتصل الى نافذة سيارة فخمة، يقودها شاب وتجلس بجانبه فتاة.
تمد الطفلة يدها وتقول باستجداء: "الله يخليلك حبيبتك عطيني دولار". فيصرخ الشاب بصوت عال: اذهبي من هنا. لكن الطفلة التي لوحت اشعة الشمس بشرتها بوضوح، لا تبدو راغبة بالذهاب دون الحصول على ما ارادت. ويأتي الفرج من الفتاة الجالسة بجانب السائق والتي نهرته بقولها: حرام عليك.. انظر كم تبدو فقيرة. يمد الشاب يده الى محفظته ويخرج دولارا ليعطيها الى الطفلة المتسولة ويصرخ في وجهها "يلا فلي عنا وروحي ع بيتك".
مجموعات أطفال من البنين والبنات وهم دون سن الخامسة عشرة يختصرون حالة تلك الطفلة، يتوزعون على مساحة الوطن العربي، ولا سيما في الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، وفي شوارع المدن ينتشرون وقرب الشارات الضوئية وعند تقاطع الطرقات.
واذا كان البعض يتخذ التسول مهنة للكسب المالي السريع او مرتبط بـ"خلية" يرأسها "زعيم" يستغل براءة الاطفال، الا ان الكثير منهم مدفوع بحكم الحاجة والعوز نتيجة عوامل كثيرة منها المرض او فقد المعيل الرئيس او طلاق الوالدين، او سجن احدهم، او اللجوء،...
فسامر، ابن ال11 عاما، يركض وراء احد المارة متسولا بصوت حنون لاعطائه بعض المال: انا جوعان، وبدي اشتري منقوشة". وعندما سألناه عن سبب تسوله قال ان "بابا هجرنا منذ اربع سنوات، وانا الكبير بين اخوتي، اعمل كي اساعد امي على شراء الدواء.
ويقول انه لا يعرف ماهية مرض امه، لكن ما يدركه هو استعداده للموت من اجل تأمين المال للدواء "كي لا نفقد انا واخوتي امي".
وعندما سألناه عن مدى رغبته بالذهاب الى المدرسة اجابنا مبتسما:"انا احب المدرسة واحب ان اتعلم بس ما معنا مصاري والحق ع بابا لانو تركنا".
يتضايق سامر من وقاحة الناس كما يقول "لأنهم يضربونني اذا اصريت على طلب المال منهم وبعضهم يقول لي: ما عندك بيت روح انضب".
قساواة  اهل
أما هناء ابنة ال13 عاما فاسمها لا يتطابق مع حياتها المرسومة بشقاء، وتعاسة عرفتهما منذ نعومة اظافرها. فصباح هناء يختلف عن صباحات بنات جيلها، فبدلا من ان تطرق باب المدرسة كمثيلاتها في نفس العمر، تدق ابواب المنازل وتستجدي شفقة وحسنة، لسد رمق جوعها واخوتها.
تروي قصتها المريرة بالقول: والداي هجراني وتركاني مع اخوتي الصغار لانهما غير قادرين على اعالتنا، فبت المسؤولة الوحيدة عن اعالة ثلاثة، اصغرهم عمره سبع سنوات، فأول عمل قمت به لتأمين الطعام هو "الشحادة" من الجيران، ومن ثم بدأت اتسول في الشوارع لطلب الحاجيات والنقود من اجل اطعام اخوتي. وتتابع هناء حديثها: معظم الناس يشتمونني ويصفونني بألقاب نابية ومذلة وهذا ما يضايقني، خاصة عند مناداتي "بالشحادة"، فظروفي هي التي ارغمتني على التسول ولا ذنب لي، لكن ما يعزيني بعد تجول يوم طويل، هو الابتسامة المرسومة على وجوه اخوتي عندما اجلب لهم شيئا ما ليأكلوه".
هؤلاء هم عينة من اطفال انضجتهم الحياة قبل اوانهم، واجبرتهم على تحمل المسؤولية باكرا، وسرقت منهم احلامهم، واجبروا تحت ضغط الظروف الصعبة على ترك منازلهم، وعالمهم البريء وغاصوا في عالم لا يشبه احلامهم. فكيف يمكن انتشال تلك الفئة من الاطفال من هذا الواقع المرير؟
فالدراسات النفسية تؤكد ان الطفل الذي يذهب الى الشارع، يعاني من اضطرابات نفسية تعيش معه الى الابد ابرزها ان الطفل يكون في هذه المرحلة من العمر في حالة نمو بدني وعقلي وعاطفي ويحتاج الى الرعاية والاهتمام ولا يكون قادرا على تحمل المسؤوليات فيصاب بالانهيار العاطفي. كما ان الطفل عندما يقارن نفسه بأمثاله يصاب بالازمات النفسية عندما يجد انه لا يدرس كالاخرين، ولا يعيش كالاخرين وقد يتولد لديه الحقد والنقمة على الاخرين.

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website