نعم ستظل الكويت بفضل قيادتها الحكيمة، مستحقة لموقعها في التاريخ، وستبقى معّلماً حضارياً يشار اليها بالبنان ويضرب فيها المثل، كانت السباقة في الدخول الى العصر الحديث وكانت الرائدة في امتلاك أدوات التمدن وظلت محافظة على الأصالة والانتماء الصحيح الى التاريخ المجيد.. ولكن ذلك لم يكن السبب الوحيد لتمايز الكويت بين الأمم ولم يكن وحده مبرر فرادة هذا البلد الرائع..
الآن نجهر الصوت المرتفع والمدوي، ونحن نعاين بعين الواقع ما أنجزته حكومة الكويت الراهنه من أجل تمايز الكويت وفرادة هذا البلد..
إنجازات مجلس الأمة وانجازات الحكومة والكويتيين تجاوزت بناء مستشفى أو إقامة جسر أو تعبيد طريق، لأن الانجاز لا يعني فقط بناء مستشفى.. ولا يعني تأهيل وتعبيد طرق .. ولا يعني بالضرورة ايضا الامور الظاهرية التي للاسف باتت معيار وحيد لقياس تطور البلدان..
أوهمونا بفكرة التحضر أنها تنحصر بالعمران .. واهمونا باشياء لا قيمة لها امام الاستقرار.. صنعوا قصورا اجنبية وارادو منا ان نبني على اشكالها.. وضعنا بالتفكير كيف نضع حجر على حجر.. ونسينا اهمية كيف نضع كتف على كتف لنحمي الوطن؟!. وسرعان ما اثبتنا أن الإنجازات التي يصعب على أي بلد بالعالم أن ينجزها بظرف لحظة انجزناها بوأد الفتنة وحماية وحدة الشعب وصيانة أمنه وسلامته ساعة أراد المغرضون أن ينفخوا في رماد الطائفية والعبث في انسجام الحياة.
نعم ما فعلته الحكومة وما فعله مجلس الأمة، أسس لمستقبل الأجيال وبنى المداميك لترسيخ الوحدة الوطنية والالتفاف حول حماية الكويت، وضمان مستقبل آمن لأجيال وأجيال..
الأن نحن على ثقة بأن قوة الأمة لا تقتصر على البنيان والإعمار والتمدن، القوة الحقيقية تكمن في التكاتف والألفة والانسجام.. وهذا ما تحقق بفضل من الله وبركة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الذي كان السبّاق في المبادرة إلى اتخاذ الموقف الحاسم والشجاع في شد أواصر الوحدة الوطنية والوقوف في وجه الإرهاب.
كذلك فعل صاحب السمو ولي العهد وفعلت الحكومة ومجلس الأمة.. فالجميع كانوا رأياً واحداً ومعهم الاعلام الوطني بامتياز، والذي كانت حكمته واضحة في جلاء الأمور والتوعية للمخاطر المحدقة بالبلاد، لذلك نعلن عرفاننا لرجال الاعلام وللمنابر الإعلامية هؤلاء الذين طالما كانوا عرضة للاتهامات الباطلة، فقد كان انحيازهم لبلدهم ولقضية وطنهم العادلة..
نعم انجز الاعلام المعجزة وهو ينحاز للوطن انحيازاً مطلقاً لا لبس فيه ولا غبار عليه، وقد عرفنا بعد عملية التفجير الغاشمة، وبعد أن رأينا بأم العين الدور العظيم للإعلام عرفنا ان قوانين الاعلام في بلدنا حمتنا من الفتنة ومن الوقوع في شرك المفسدين، ومن الضرر الذي ينتج عن التحريض ونشر الأكاذيب.
ليكن عند الذين تطاولوا على الاعلام، الشجاعة في الاعتذار من الذين كانوا هدفاً لافتراءتهم وتجنيهم عليه .. فهل يجرؤون على الاعتراف والاعتذار؟!
|