لبنان - كتب خالد الغربي-  على الروائح الكريهة المنبعثة من اطنان النفايات المتكدسة في شوارع بيروت ومناطق لبنانية اخرى منذ أيام عقب اقفال مطمر الناعمة الى الجنوب من بيروت، يبدأ اللبنانيون يومهم بروائح تبقى اقل من روائح فساد المسؤولين وازمات سياسية خانقة يشهدها بلدهم.

ازمة "النفايات" هذه زادت من تعقيد الواقع اللبناني المأزوم اصلا باوضاع سياسية واجتماعية ومعيشية وامنية حادة، اما رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام نجل الزعيم الاستقلالي الوطني صائب سلام ، فلوح بالاستقالة أو هو كما قالت أوساطه لـ"المستقبل"، "مستقيل مع وقف التنفيذ" بعد ان باتت حكومته متاريس للقوى السياسية المتصارعة.

لبنان في مهب أزمات مفتوحة

 مضى أكثر من عام ولبنان من دون رئيس للجمهورية مع تعذر انتخاب مجلس النواب اللبناني لرئيس خلفا للرئيس السابق ميشال سليمان التي انتهت مدة ولايته في مايو من العام 2014، بعدما فشلت القوى السياسية اللبنانية في الاتفاق على اسم رئيس جديد، وهو خلاف مرده اصلا الى الخلافات الاقليمية التي تتأثر بها بقوة الساحة اللبنانية. فراغ دستوري ليس فقط في سدة الرئاسة الاولى انما ايضا في مجلس النواب الذي قام بالتمديد لنفسه لمدة اربع سنوات متذرعا بعدم امكانية اجراء انتخابات نيابية نظرا للانقسام السياسي والطائفي الحاد الذي يعيشه لبنان.. مواقع عسكرية وامنية من الدرجة الاولى جرى التمديد لها ايضا لتعذر تعيين بدلاء.

وفي ظل غياب رئيس للجمهورية تناط مسؤولية الرئاسة وفقا للدستور بمجلس الوزراء المكون راهنا من 24 عضوا، ما يعني ان اي قرار بالتعيين يجب ان يحظى بتوقيع الـ 24 وزيرا.

الخلافات بدأت تكبر بين القوى التي يتشكل منها مجلس الوزراءء ما عطل عمل مجلس الوزراء وجعله عاجزا عن "الانتاج" بينما الازمات السياسية والامنية والاجتماعية التي يشهدها لبنان تتفاقم.

كما ان وزراء التيار الوطني الحر الذي يتزعمه القطب الماروني المسيحي ميشال عون هددوا مرارا بالاستقالة وعمدوا الى مقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء على خلفية عدم تعيين قائد جديد للجيش الذي يريدونه ان يكون العميد شامل روكز وهو صهر ميشال عون، وقد زادوا مؤخرا من مطالبهم السياسية التي يطابونها من رئيس الحكومة تمام سلام .

سلام  " مستقيل مع وقف التنفيذ".

مؤخرا، انفجرت ازمة النفايات بعد اقفال مطمر الناعمة التي كانت تطمر فيه نفايات العاصمة ومناطق اخرى، أزمة قد تفجر الحكومة اللبنانية ويعلن رئيسها تمام سلام الثلاثاء المقبل اما استقالته وبالتالي يقع لبنان في المجهول وتصبح معظم مؤسساته الدستورية شاغرة أو ان تجرى معالجات وتتخذ قرارات بشان ازمة النفايات المكدسة في شوارع بيروت.

 مصادر وزارية لبنانية قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام أشارت لـ"المستقبل" الى مأزق حكومي حقيقي  وان ملفات النفايات وآلية عمل الحكومة ومحاولات تعطيل عملها وشل حركتها عبر مطالبات من هنا وهناك وعبر ممارسات فئوية ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العامة ، جميعها عوامل دفعت بالرئيس تمام سلام الى  ابلاغ من يعنيهم الأمر الى انه  "وصل إلى الخطّ الأحمر"، وان خياراته باتت مفتوحة وفي مقدمتها خيار استقالته ولتتحمل كل الاطراف مسؤوليتها في هذه اللحظة التاريخية التي يعيشها لبنان والمنطقة.

المصادر تابعت قولها لـصحيفة "المستقبل" ان سلام كان بالفعل سيستقيل قبل ايام الا ان الاتصالات التي سبقت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة نجحت في تأخير استقالته إلا أنها “آتية لا محالة، في حال استمر الوضع على ما هو عليه"، مشيرةً إلى أنه "لا اتصالات جدية تجري على هذا الصعيد، بل تمنيات يتلقاها رئيس الحكومة من أطراف داخلية وخارجية تحاول إقناعه بالتروّي والتحمّل على أمل أن تفرج قريباً". "/المستقبل/" انتهى ل . م