الكويت- أن نفهم واقع ما يحصل هذا لا يحتاج لفك لغز ولأننا فعلا تجاوزنا مرحلة الألغاز ولم يعد فهم الأمر مستحيلاً أن نعرف أن نيران الارهاب باتت تهددنا وأن نعي خطورة ما حدث هذا لا يحتاج لشرح.  بهذه الجمل بدأ الشيخ فهد سالم العلي الصباح تغريداته عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر ليوضح أننا تجاوزنا مرحلة الاحتمالات ولم يعد الامر ظنا أو هاجسا أو فكرة عابرة لنفهم أن الكويت باتت في مرمى خطر الإرهاب فعلا وليس ظناً .

وإذ اكد الشيخ فهد السالم على ضرورة الاعتراف أن التناقض لم يعد ولم يكن يخدم في مواجهة الاخطار قاصدا التصريحات التي غالباً ما تكون تناقض نفسها مشيراً إلى أن التناقض في التصريح والموقف كان سبب مصائب كثير من الدول التي كانت كفيلة بدمارها وخرابها.  مطالباً أن نسمي الأشياء بمسمياتها وأن نكون اكثر صراحة من ذي قبل، لأن الصراحة كفيلة بحسب الشيخ فهد بأن نثبت عبرها حرصنا على بلدنا الغالي مؤكداً على أن الوضع الراهن لا يتحمل الانتظار ولا الصمت ولا التكهن ولا اطلاق الشعارات ولا الى حركات الماضي البعيد والقريب.

والمتابع لتغريدات الشيخ فهد سالم العلي الصباح يعرف جيداً أنه كان قد حذر الجهات المعنية من خطر السفهاء الذين يتجاوزون الخطوط الحمر بخطاباتهم التي غالباً ما كانت تهدف الى اثارة الفتنة. 

وقد تطرق الى ذلك في مقال له نشر له سابقاً تحت عنوان "/حتى الكلام اصبح رصاصا/" تساءل فيه: هل ننقذ هويتنا التي تقتل امام اعين الجميع بالبارود أم نستعيدها عبر نشر ثقافة الاسلام بكل مسؤولية وبلا مزاجية... قائلا أن المقصرون كثر في نشر ثقافتنا وتعزيز مفهومها في عقول شبابنا العربي، هؤلاء يتحملون مسؤولية سقوط البلاد لأن حين تسقط ثقافتنا وكتبنا ويليها القيم والمبادئ لن تبقى هناك جيوشاً ولن يبقى لدينا حقوق.... وأضاف فيها أن الصراع لم يعد صراع عادي بل بات صراع وجودي يهدد تاريخينا وامجادنا وحضارتنا، والعالم الغربي كله ترونه مشغول بالحديث عن الارهاب وتأصيله ونشأته وذلك من أجل ان يلصقون فينا هذه الكلمة على أنها جزء منا، ليحاولون بذلك جعلنا اداة تخويف ومصدر ترهيب.

الشيخ فهد السالم أقر في تغريداته أول أمس أن الكويت دخلت دائرة الخطر محدداً ان الخطر لا يعني فقط تفجير أو اشعال البارود ولا حتى الخطابات الفتنوية بل الخطر الأكبر بحسب الشيخ فهد السالم يكمن في إساءة التقدير لما حدث، داعياً للاستفادة من تجارب الماضي.

ونوه الشيخ فهد السالم بتغريداته بالصورة الإيجابية التي عكسها شعب الكويت والتي كانت بمثابة رسالة قوية للإرهابيين واعتبرها عبرة وحكمة قد تتعلم منها دول تعاني من نفس المعاناة التي عانتها الكويت.

وتجدر الإشارة هنا أن الشيخ فهد سالم العلي الصباح لم تكن هي المرة الأولى التي يشير فيها الى أن الخطر يداهمنا أو داهمنا فهو لطالما حذر من خطورة تفشي الإرهاب في مجتمعنا وفي مقال نشرت له سابقاً تحت عنوان "/المصاب الجلل... والعالم يهلل/" حذر بصريح العبارة أنه لم يعد مجدياً أن نضع رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعامة، إنه الإعصار المدمر والوبال من كل مكان ولكل مكان فليس لنا والله إلا الصدق والصبر والاخلاص لله وللوطن. ملزمون أن نتوحد في مواجهة الفساد والجهل، أقوياء بالحق أشداء بالعدل.

"/المستقبل/" انتهى