فلسطين –مها عواودة: بات من شبه المؤكد أن المبادرة الفرنسية للسلام في الشرق الأوسط والتي هي بالأصل لم يتم بلورتها بشكل نهائي لن يكتب لها النجاح بسبب عوامل متعددة منها رفض حكومة العدو لمجرد طرح فكرة المبادرة الفرنسية  لأنها لا تريد السلام وتراوغ  في ذلك وكذلك فإن تحفظ دول الاتحاد الأوروبي على الدور الفرنسي في الشرق الأوسط خاصة من بريطانيا وألمانيا وهي ما تسبب في موت تلك المبادرة قبل ولادتها فيما تقول السلطة الفلسطينية إن المبادرة لم تعرض عليها وهي حتى الآن مجرد أفكار تستحق الدراسة المعمقة ولكنها تفضل التحرك ضمن المجموعة العربية في مجلس الأمن لطرح المشروع العربي حول فلسطين بدل المبادرة الفرنسية  .

سحب المبادرة من مجلس الأمن

كيان العدو أكد من خلال دبلوماسيين في مجلس الأمن الدولي إن المبادرة الفرنسية لم تعد اليوم على جدول أعمال مجلس الأمن وأن التهديد السياسي على دولة العدو تمت إزالته في هذه المرحلة.

وتشير وسائل الإعلام العبرية  إلى أن احتمالية نجاح المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن ضئيلة جدا، وخلصت الدبلوماسية الإسرائيلية الى تراجع المبادرة الفرنسية بعد التصريحات التي صدرت عن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الأسبوع الماضي في نيويورك، في لقائه مع مجموعة من الصحفيين في مقر الأمم المتحدة، والتي قال فيها "نحن بحاجة لجسم داعم لهذه المبادرة أوسع من الرباعية الدولية، بحاجة لدعم أوروبا والدول العربية".

وزير خارجية فرنسا أكد كذلك أن أهم شيء هو كيفية العودة للمفاوضات وتشكيل هيئة دولية من خلال قرار في مجلس الأمن إذا حصل .

السلطة لم يعرض علينا مبادرة فرنسية

عضو تنفيذية منظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف أكد لـ" المستقبل" أن " المبادرة الفرنسية لم تتبلور وكان من المتوقع أن يتم بلورتها في شهر سبتمبر القادم لكن هناك على ما يبدو معارضة شديدة لها في مجلس الأمن ومن قبل الأوربيين".

 وأكد أبو يوسف  أن الرئيس محمود عباس ابلغ الفرنسيين أن المبادرة الفرنسية فيها أفكار تستحق الدراسة ولكن مع التشديد على ضرورة أن تستند هذه المبادرة لقرارات الشرعية الدولية ووضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 .

وشدد أبو يوسف على أن هناك أسس فلسطينية للقبول بأي مبادرة وهي تجميد الاستيطان, وإطلاق سراح دفعة من الأسرى الفلسطينيين ,والاعتراف بحدود عام 67 كحدود للدولة الفلسطينية

ولادة غير ناضجة

 المبادرة الفرنسية  تولدت بعد العدوان الأخير على قطاع غزة  وبفعل قرار البرلمان الفرنسي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بدأت الحكومة الفرنسية حينها  تفكر جدياً في طرح هذه المبادرة على مجلس الأمن والتي تحدد زمنياً انتهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في حين أن  الإدارة الأمريكية لوحت بإمكانية دعم هذه المبادرة، وترافق ذلك مع تدهور العلاقات بين الرئيس الأمريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن هذه الإشارات تراجعت.

 ومؤخرا بات واضحاً أن الإدارة الأمريكية غير متسرعة في قراراها فيما يتعلق بجهودها من أجل عملية السلام في الشرق الأوسط والتي انهارت قبل عام ونصف بعد إخفاق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الضغط على حكومة العدو بالإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين واستمرار حكومة الاحتلال في سياستها الاستيطانية   .

كما  أن من أهم أسباب فشل المبادرة  الفرنسية موقف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون اللذين رفضا هذه المبادرة، ويبدو أن الموقف الألماني والبريطاني الرافض جاء خوفاً من زيادة نفوذ  فرنسا  في الشرق الأوسط أكثر من سعيها للتوصل إلى سلام.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع