لبنان- خالد الغربي: مضى أكثر من أحد عشر شهرا على خطف المجموعات الإرهابية لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي خلال  معركة "عرسال" التي اندلعت الصيف الماضي بين الجيش اللبناني وعناصر إرهابية اقتحمت بلدة عرسال البقاعية اللبنانية، وهي المعركة التي أدت إلى استشهاد عدد من ضباط الجيش وعناصره ومقتل العشرات من العناصر الإرهابية.

 لكن عناصر تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" تمكنت قبل انكفائها عن أطراف عرسال من خطف 27  عنصرا أمنيا لبنانيا قامت لاحقا بإعدام ثلاثة  منهم والتهديد بقتل الباقين فيما لو لم تتحقق مطالب الخاطفين بإفراج الدولة اللبنانية عن موقوفين إسلاميين بينهم نساء في السجون اللبنانية.

مأساة حقيقية

 أما أهالي المخطوفين العسكريين  فيعيشون مأساة حقيقية "هبة باردة... وهبة ساخنة"، فكيف يهنأ لهم بال بينما أزواجهم وأولادهم وابناءهم لازالوا يعيشون تحت مبضع القاتل ولا يوجد في الأفق القريب بوادر حل تنهي ماساتهم ..لسان حال الأهالي يلوك بالقول " أيها المسؤولون في لبنان أن كنتم بشرا فلتتحركوا بجدية وتنقذوا المخطوفين أبناء الدولة اللبنانية من الموت، وفاوضوا وأعفوا عن إسلاميين، لا تعطونا مسكنات وكفانا وعودا كاذبة".

واحتجاجا على على الإهمال الحكومي اللبناني في العمل الجاد لإطلاق سراح ابنائهم، صعد أهالي العسكريين المخطوفين من تحركاتهم وقاموا بقطع طرق رئيسية في لبنان لاسيما وسط العاصمة بيروت وطريق عام بيروت الجنوب والجبل، وأقفلوها بالعوائق المادية والإطارات المطاطية المشتعلة.

 ووعد الأهالي بان تحركاتهم ستتصاعد طالما إن المسؤولين في الدولة اللبنانية قد أداروا آذانهم "الطرشاء" واستمروا في حبل كذبهم ووعودهم الكاذبة التي لم تعد ابناءنا.

حرقة قلب وانتظار

 سوسن ذبيان زوجة الجندي المخطوف سيف ذبيان سئمت وعود الدولة اللبنانية وجل همها يتمثل بعودة زوجها سالما معافى إليها ولطفليه، وبحرقة قلب ولوعة قالت لـ"المستقبل"، "هؤلاء مجموعة من  الكذابين (تقصد وزراء ونواب ومسؤولين لبنانيين) كيف لنا أن نستكين ونهدأ وزوجي ورفاقه في كل لحظة مهددون بالذبح والقتل، بينما دولتنا  تبيعنا كلاما معسولا وتطلق وعودا كاذبة".

وأوضحت سوسن ذبيان " ملف المختطفين لازال  عالقا ولم يطرأ عليه أي جديد منذ 11 شهرا، فماذا تريدون يا أصحاب المعالي ؟؟" سائلة: "لو كان المخطفون أولادا  لزعماء ومسؤولين كيف تصرف هؤلاء ؟ ابن المسؤول لايبقى يوما واحدا في الأسر"،  مطالبة الحكومة اللبنانية بالعمل الجاد والسريع وباتخاذ قرار حاسم في إجراء تبادل للأسرى مع الخاطفين وإصدار عفو عام عن سجناء إسلاميين موقوفون لدى السلطات الدولة اللبنانية تطالب جبهة "النصرة" وتنظيم "داعش" بإطلاق سراحهما مقابل الإفراج عن العسكريين اللبنانيين.

وقالت سوسن "ان مطالب أهالي العسكريين المخطوفين هي إصدار الحكومة اللبنانية عفوا عن سجناء إسلاميين وتبادل للأسرى لعودة أولادنا وشبابنا إلى عائلاتهم".

وعود كاذبة

شقيقة سيف، السيدة بانية حملت صورته وهو يرتدي ثيابه العسكري قالت " كنا نتمنى ان يعود المختطفون منذ أمد بعيد، لكن لم نلق من المسؤولين اللبنانيين الا وعودا كاذبة بقرب الإفراج عن العسكريين، ولطالما رددوا دوما بان المفاوضات مع الجهات الخاطفة تتقدم ويبشرونا بحصول تسوية وتقدم في المفاوضات مع الجهات الخاطفة،  ليتبين لاحقا ان لاشيئا من هذا القبيل قد حصل"، مردفة القول "نريد أولادنا ولتكن عيدية عيد الفطر للبنانيين هي إطلاق سراح العسكريين المختطفين".

وقال نواف البعيني وهو قريب لأحد العسكريين المخطوفين لـ"المستقبل": "نوجه رسالة سلمية في الشهر المبارك، ونناشد الخاطفين، ونتمنى منهم الحكمة والتروي على هذه الطبقة الفاسدة الموجودة لدينا في الوطن"، منتقدا "النواب والحكومة"، داعيا الى عدم "المتاجرة بدماء شهداء الجيش، فالجيش شرف وعنوان لكم ولأولادكم ووطنكم"، متمنيا "اطلاق سراح السجناء بعفو عام وتبادل الأسرى حفاظا على اولادنا في الجيش، وعلى السلم الاهلي في لبنان".وقال:"كفانا ما نراه من تعذيب في السجون اللبنانية". 

"/المستقبل/" انتهى ا.ع