الرباط – أحمد برطيع: الصورة الأولى: اعتقال تنورة طالبتان كانتا في أحد أسواق المدينة، (أكاير) يبتاعان حاجاتهما، استعدادا لشهر المكرمات، رمضان، وكأي شابتين مقبلتين على الحياة، والفصل صيف، ارتدين كقريناتهن ملابس تليق بالفصل الحار، تنورة قصيرة، لحظات.. يستنفر أحد السلفيين الناس التي كانت في السوق محاصرا الفتاتين ثم يتصل بالشرطة التي حضرت واقتادت الطالبتين إلى مخفر الشرطة، وحجزتهما في انتظار عرضهما على القضاء اليوم الأربعاء، لينظر في أمرهما، وقد يحبسا لسنة كاملة، أظن أن التطرف يعود إلى المغرب برعاية الحكومة الإسلامية التي تستعد للإجهاز على الحريات الفردية، ولحسن الحظ أصبح الشارع يتكلم، والرصيف لم يعد كما كان أخرسا.. لقد رفعت فتيات الوطن صورا بلباس قصير تتضامن فيها مع الطالبتين. الصورة الثانية: لافتة "داعش" على شواطئ المملكة كتب عليها، باللغة الإنجليزية، "احترمن رمضان.. ولا تنزلن البحر بالبيكيني" طيب يا فالح، يا اللي تريد أن تنشر الفضيلة، كنت تكتب باللغة العربية، لأن الإنجليزية لغة أهل النار. وإن قصدت السائحات الغربيات ستتجاهلنك وتتجاهلن الشاطئ الذي أنت فيه، وتتجاهل حتى بلدك: ماذا استفدت؟ ومن أوصاك أن تضع راية لها ذكريات بشعة مع الناس في شاطئ يرتادونه للترويح والاستمتاع والاستجمام؟ الحمد لله كذلك، هذه المرة السلطة كانت مع الوطن واقتلعت راية داعش. الصورة الثالثة: "لن نصوم" تطرف في الاعتقاد صم أو لا تصم، لا يعنينا شيء، ولكن، احذر أن تؤذي الآخرين، بسلوكك، هناك مليار ونصف مسلم صائم، وأنت في كل الحالات أقلية، وكما تطالب بحريتك الفردية حافظ على العقد الاجتماعي الذي سنه جون لوك الذي يقول أن حق الفرد يُكون مع المجموعة حق المجتمع. حركة لن نصوم التي اجتاحت المغرب للعام الرابع على التوالي، تعتبر سلوكا متطرفا في علاقتها بالمجتمع المسالم المؤمن، لن نحجر على أحد، ولكن على الآخر أن يتضامن مع الصائمين حتى وإن لم يؤمن بالفريضة، فانتماؤك للناس يفرض عليك مراعاة مشاعرهم وشعائرهم. ولا أرى فيما يرى الناس، فائدة في نشر صور نشطاء الحركة في رمضان وهم يتناولون وجبات يومية نهارا إلا التأليب عليهم، والتطرف ينتج التطرف. "/المستقبل/" انتهى ع.د |
المصدر : المستقبل