الأردن – ياسر شطناوي: اليوم وبدون أي مواربة تجاوزت عمان منطق حاجز التدخل بالشأن السوري ،على إعتبار أن حدود المملكة هي من باتت الهدف القادم من قبل قوى الإرهاب وهي الثمن الذي قد يتم دفعه إذا تم أي إختراق لدرعا والسويداء، بالرغم من إتهامات نظام بشار الاسد المتوالية. بالمنظور العام تلوح في الأفق إشارات حساسة ولافته للإنتباه عن تسليح الأقلية الدرزيه في سوريا من قبل الأردن، فزيارة رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي البرلمانية في لبنان النائب وليد جنبلاط للعاهل الأردني مطلع الاسبوع ومطلبه بشأن التسليح ،إضافة الى تقرير صحيفة الشرق الاوسط عن فتح ممرات آمنه لدروز سوريا ،كلها إشارات توضّح أن عمّان -كما ذكرنا سابقا بدأت تتبع (سياسة الدفاع والردع ) من خارج الحدود لمجابة خطر الإرهاب المشترك. معيار التوافق السياسي والجغرافي بين الأردن المدافع والسويداء السورية التي تحتضن طائفة الدروز يكمن في أن الثانية تمثل واحدة من مدن الحدود الشمالية الشرقية مع المملكة، إضافة إلى انها تعتبر (عمقاً إستراتيجياً لها) ، مما يعني أن تحصينها يحافظ على الأردن بعيداً عن الإحتكاك والتماس المباشر مع تنظيم داعش، كما أن الدروز بصورة عامة ذوو علاقة طيبة مع الأردن على المدى التاريخي. هذا المعيار كفيل بأن يؤكد أن عمان حسمت امرها بشأن ملف التسليح والوقوف بجانب الدروز ،على الرغم من عدم صدور أي تصريح رسمي أردني حتى اللحظة بهذا الخصوص، ودون معرفة ملامح الدعم والحماية المتوقعة. كما أنه يمكن إعتبار هذا التوجه الأردني جزءاً حساساً من معادلة أكثر عمقاً يرسمها القصر الملكي في إطار الدعم الداخلي والتنظيم والتدريب العسكري للافراد الدروز من أجل الوقوف بوجه الإرهاب . على المدى التكتيكي عمان اليوم بحاجة ماسة لأن تكون في قمة الحذر ،فالحديث عن تسليح العشائر السنية في العراق وسوريا من جهة وتسليح ودعم الدروز من جهة اخرى ، يقودنا الى تساؤل غاية في الأهمية حول (مدى استطاعة بلد بحجم وإمكانات الأردن أن يكون جديراً بهذا الإندفاع وهذه القدرة؟؟ ) . طبعاً الإجابة ربما تحتاج لتفكير أكثر، خاصة انه لو نظرنا أن قوى التحالف بالمنطقة بدأت تأخذ (دوراً تراجعياً) على مدى الضربات الجوية على معاقل داعش ،والمقصود هنا السعودية والولايات المتحدة ،لذلك نجد وبصورة واضحة أن عمّان اليوم تعَد القائد الفعلي للتحالف الدولي الامر الذي قطعت فيه شوطاً واسعاً حتى وصلت إلى( معادلة التسليح المنفرد) لعشائر الجوار. يبقى القول أن الأردن وهي تتحدث اليوم بهذه العلنية عن منهج التسليح ،فإنها فعلياً تقطع بذلك شوطاً إضافياً في سبيل الدفاع عن المنطلق الإستراتيجي لحماية الحدود ،وربما تكون بداية الإستعدادات للسيناريوهات المستقبليه أو أية مستجدات قد يتطلبها الواقع الإقليمي الملتهب. "/المستقبل/" انتهى ا.ع |
المصدر : المستقبل