الرباط – أحمد برطيع: المجنون هو من يقرر بناءً على ما يروجه هذا الأزرق اللعين.. فقواعد اللعبة في هذا الملعب الأزرق تختلف عن باقي الملاعب، يلزمك الكثير من المرونة والتجاوب والرغبة في معرفة الآخر، ولكن لا تتخلى عن الحذر.. هذا اللعين، أسقط وزراء في المغرب، وهذا اللعين، تضامن مع مرضى وفقراء، وهذا اللعين أخرج سجين من السجن، وبعد يومين انقلب اللعين مطالبا بإرجاعه. الفيس بوك، منذ أسابيع وهو ينادي بإطلاق سراح المدرب الرياضي الذي أخذ أطفالا يتدربون لديه إلى شاطئ مهجور وغير محروس ابتلع 11 طفلا، من بينهم ابنته، ليُعتقل مباشرة ويودع السجن، ويحكم عليه بسنوات طويلة، وتنفجر على إثرها حملة تضامنية تحت إسم "مصطفى ليس قاتلا" شارك فيها رئيس الحكومة ونواب برلمانين، وكتاب، وصحفيين، بالإضافة إلى تنازل أسر الأطفال الغرقى، مناشدين إطلاق سراحه. وفعلا، تعاطف القضاء الذي تابعه بالقتل غير العمد، وافرج عنه أول أيام رمضان، وحكم عليه بالمتابعة في حالة سراح. هذا الفضاء اللعين، نشر صور السجين وهو يغادر السجن، وهو يسجد، وهو يركع، وهو يقبل رأس أمه، ثم توالت الزيارات على بيته ليتحول من سجين إلى بطل. وعلى ما يبدو، فقد أخذ الحماس المدرب المفرج عنه، خصوصا بعد أن استقبله حشد كبير من وسائل الإعلام..هذا الحماس دفعه إلى التصريح بقول ظنه جميلا ومعبرا، قائلا "أنا فخور بإهداء 11 طفلا لله بشاطئ واد الشراط". فانقلب الأزرق غضبا. عاد المتضامنون معه إلى الدعوة بإعادته للسجن، لأنه لا يقدر الفجيعة التي ساهم فيها، ومنهم من اتهمه بالاستخفاف بأرواح الأطفال التي أزهقتها أمواج غادرة، ولا زال الأهالي يعتكفون في الشاطئ الغادر ينتظرون أن يلفظ جثث أطفال لا زالوا مفقودين. والأدهى من ذلك، عملية التفتيش والتقصي التي باشرها بعض الصحافيين عن مكان تواجد "السجين المحرر" أثناء غرق الأطفال؟؟ إذ يقول المتقصي أنه كان صحبة إحداهن على متن سيارة كبيرة، المتقصي نفسه يؤكد: إن ثبتت الفرضية، فعلى القضاء السلام. "/المستقبل/" انتهى ا.ع |
المصدر : المستقبل