فنزويلا - تتأرجح العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية وفنزويلا، منذ عدة سنوات، غير ان واشنطن تحاول مؤخراً، التخفيف من حدة التوترات والاتهامات التي يتبادلها الطرفان. فعمدت الولايات المتحدة الى تطبيع العلاقات مع فنزويلا، وبرز ذلك بلقاء جمع مستشار وزير الخارجية الأمريكي توماس شانون مع رئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية ديوسدادو كابيلو في هايتي. وسائل إعلام فنزويلية رسمية، لفتت الى ان الاجتماع يأتي بغية تطبيع العلاقات بين البلدين. واوضحت وكالة الأنباء الفنزويلية يوم الاحد 14 يونيو/حزيران، أن الاجتماع استمر لمدة ساعة ونصف بوساطة الرئيس الهايتي ميشيل مارتلي، وحضرت وزيرة الخارجية ديلسي رودريغيز اللقاء إلى جانب كابيلو الذي يعتبر الرجل الثاني في فنزويلا بعد مادورو. الجدير بالذكر أن شانون لعب خلال الأشهر القليلة الماضية دور الوسيط بين بلاده وكاراكاس حيث زار فنزويلا مرتين والتقى مع رئيسها نيكولاس مادورو. من جهتها، غرّدت وزيرة الخارجية ديلسي رودريغيز في حسابها على تويتر "عقدنا اجتماع عمل في هايتي مع توم شانون والوفد الأمريكي يتجه نحو تطبيع العلاقات". التوترات بين البلدين هذا، وتتزايد التوترات الأمريكية الفنزويلية منذ عدة سنوات، وكانت تتجه العلاقات إلى المزيد من التأزم، حتى وصلت إلى اتخاذ فنزويلا سلسلة من الإجراءات الجديدة لتقييد عدد الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في بلادها. الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، قرر تقليص عدد موظفي السفارة الأمريكية في كاركاس، والحد من أنشطة الدبلوماسيين الأمريكيين في البلاد. ووصلت العلاقات الى اعطاء السلطات الفنزويلية، أمريكا مهلة 15 يومًا لتقليص عدد موظفي سفارتها في كاراكاس، بنسبة 80 في المائة، ليصبح عددهم 17 موظفا من أصل 100 موظف موجودين حاليا. وتتهم كراكاس واشنطن، بدعم محاولات انقلاب على نظام حكم الرئيس اليساري البوليفاري "مادورو"، الأمر الذي يشير إليه عادة الرئيس الفنزويلي في خطاباته أمام جمهوره، حيث يقول إن حملة دولية تشن لتبرير انقلاب قوي على الأراضي الفنزويلية بمشاركة واشنطن وسفارتها في كراكاس. ولمواجهة محاولات واشنطن، سعت السلطات الفنزويلية الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات، من بينها منع "سياسيين أمريكيين معينين متهمين بانتهاك حقوق الإنسان من دخول البلاد، كما اعتقلت الحكومة الفنزويلية عدداً من الأمريكيين المتورطين بأنشطة تجسس داخل البلاد". كما أعلن الرئيس الفنزويلي أن حكومته اعتقلت أمريكيين من بينهم طيار، للاشتباه بتجسسهم، قائلاً "اعتقلنا بعض الأمريكيين في أنشطة سرية، كانوا يحاولون استمالة الناس في البلدات الواقعة على امتداد ساحل فنزويلا"، مشيراً إلى أن طياراً أمريكياً يحمل كل أنواع الوثائق اعتقل في مدينة تاتشيرا الحدودية. معاناة فنزويلا وهجوم اميركا يقول مراقبون، ان فنزويلا عانت كثيرًا من المحاولات الأمريكية المستمرة للتدخل في شؤونها وفرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية عليها، إضافة إلى تجسس واشنطن على أمن كراكاس والوقوف وراء الأحداث ومحاولات الانقلاب منذ عام 2002، كما أن غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية واعتبار دول أمريكا الجنوبية حديقة خلفية لها يبعد التفاهم بين البلدين. محللون سياسيون، يعزَون ان الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفنزويلي توضع في سياق الرد على خطوات مماثلة اتخذتها السلطات الأمريكية ضد مسؤولين فنزويليين العام الماضي، وهو ما يؤكد قول "مادورو" إنه أمر بخفض عدد طاقم السفارة الأمريكية وفقا لمعاهدة فيينا، موضحا أن "الولايات المتحدة لديها مائة موظف في كراكاس ونحن لدينا 17 في واشنطن، فلنحقق المساواة بين الدولتين". العلاقات الثنائية يشار الى ان العلاقات المتأزمة بين البلدين ليست وليدة اللحظة، بل موجودة منذ عقود، فقد ظل رئيس فنزويلا الراحل "هوجو تشافيز"، خلال سنوات حكمه الـ 14 للبلاد، في حالة صدام مباشرة مع أمريكا. "/المستقبل/" انتهى س.ا |