نيويورك - "مقاربة شاملة واستراتيجية" لحل مشكلة المهاجرين عبر البحر المتوسط، يدرسها الاتحاد الاوروبي ويستعد لاصدارها، في حين يواجه الاتحاد موقف اميركي روسي في مجلس الامن بشأن صدور قرار دولي تحت الفصل السابع، "يعطي الغطاء الدولي لعمليات مكافحة تهريب المهاجرين عبر المتوسط، ويجيز اعتراض السفن في أعالي البحار وداخل المياه الإقليمية الليبية".

ديبلوماسي أوروبي رأى أن "الموقفين الروسي والأميركي متقاربان جداً حيال هذه المسألة، ما يدعو إلى المفاجأة، لا سيما لجهة تقيّد أي عمل عسكري أوروبي في المتوسط بالشرعية الدولية والقانون الدولي، في ما يتعلق أولاً بإنقاذ أرواح المهاجرين وسلامتهم، وثانياً بعدم انتهاك سيادة ليبيا على مياهها".

من جانبها، سعت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغريني، الى طمأنة المجتمع الدولي في كلمة ألقتها أمام اجتماع مجلس الأمن أمس الأول الاثنين 11 مايو، أكدت فيها أن عمليات اعتراض سفن المهاجرين غير الشرعيين تهدف إلى "إنقاذ الأرواح"، قائلةً "ولن تتضمن إغراق السفن أو إرجاع المهاجرين إلى الدول التي أتوا منها".

وأكدت موغريني أن مواجهة مشكلة المهاجرين عبر المتوسط، "يجب أن تتم بالشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والدول المعنية جنوب المتوسط، لا سيما ليبيا".

وشددت موغريني على ضرورة العمل الدولي لمحاربة شبكات تهريب المهاجرين، قائلةً "هذه مسؤولية ومصلحة لكل من ليبيا وأوروبا وأفريقيا والمجتمع الدولي".

وحول خطوات الاتحاد بشأن المهاجرين، قالت موغريني أن الاتحاد الأوروبي سيضاعف جهوده وميزانيته المخصصة لمواجهة مشكلة المهاجرين غير الشرعيين، من خلال رفع الميزانية وتعزيز مشاركة دوله فيها، إلى جانب إيطاليا التي تتحمّل القسط الأكبر من العمليات البحرية.

 ايطاليا تدعو "الأوروبي"لاتخاذ اجراءات لمواجهة الهجرة

وسبق أن طالب وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني خلال اتصال هاتفي مع المفوض الأوروبي المكلف بالهجرة ديمتريس افراموبولوس الإتحاد الأوروبي باتخاذ "تدابير ذات مغزى" لمواجهة التدفق المستمر للمهاجرين في المتوسط، وذلك بعد انقاذ نحو ستة آلاف من هؤلاء في نهاية الأسبوع الفائت.

وخلال الاتصال, قال وزير الخارجية  للمسؤول الأوروبي أن "قمة الاتحاد الأوروبي (في نيسان/أبريل) أكدت في نهاية المطاف الطابع الأوروبي لمشاكل المهاجرين في المتوسط، ولكننا نحتاج الآن إلى تدابير ذات مغزى" مضيفاً جنتيلوني كما نقلت عنه وزارته أن "إيطاليا تنتظر خصوصا، ليس فقط تعزيز فرونتكس (الوكالة الأوروبية المكلفة مراقبة الحدود الخارجية لفضاء شنغن) بل أيضا التزام اقتصادي استثنائي من جانب الإتحاد الأوروبي للمساعدة في مواجهة الحاجات الملحة المرتبطة باستقبال المهاجرين".

وشدد على أن "وضعا أوروبيا ملحا لا يمكنه أن يواصل الاكتفاء بردود إيطالية".

"/المستقبل/" انتهى س.ا